ومعناه:
-أن الإسلام والإيمان إذا اجتمعا في نص واحد من كتاب أو سنة فإن لكل واحد منهما معنىّ يختص به.
1 قول طائفة أن الإسلام هو كلمة التوحيد والإيمان هو العمل. وحكي هذا عن الزهري رحمه الله [1] .
-أدلتهم على قولهم:
1 ـ حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعاً فيه: (( أمرِتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ... ) )الحديث.
فيكون الإسلام ظاهراً إنما يكون بكلمة التوحيد، وهما الشهادتين، لكن القول أن هذا التوحيد هل صحبه عمل لا يتحقق إلا بالإيمان.
لكن يحمل كلام الزهري رحمه الله على أنه يحكم بإسلام المرء بالتوحيد، أما الحكم على إيمانه فيكون بعمل الجوارح.
2 قول طائفة أخرى أن الإسلام إنما هو الأعمال الظاهرة والإيمان هو الأعمال الباطنة كإيمان القلوب وعملها من خشية وإنابة ومحبة وتوكل ونحوها.
-استدل هؤلاء بالآتي:
حديث جبريل وفيه: (( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة، والإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه .... ) )الحديث.
فجعل الإسلام وأركانه في الأعمال الظاهرة بالجوارح. وجعل الإيمان في الأعمال الباطنة التي تكون في القلب.
ـ وحمله الجمهور من أهل السنة على حال اقتران الإيمان والإسلام جميعهما.
-قول طائفة ثالثة وهم المعتزلة وأكثر الرافضة [2] .
(1) انظر"تعظيم قدر الصلاة"لأبي نصر المروزي 2/ 507 رقم 560.
(2) انظر"تعظيم قدر الصلاة"2/ 552، 553، و"شرح الأصول الخمسة"705 - 708، وقد نقل لنا أن هذا قول البخاري، وعند التأمل في تبويبه لبعض الأحاديث كحديث سعد، وسيأتي في باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل، يظهر أنه يميل إليه.