الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} [النساء: 136] .
وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد الذي آمن بالله حق الإيمان وأوضح لأمته طريق الإيمان فتركهم على محجة بيضاء واضحة لا يزيغ عنها إلا هالك، فصل الله وسلم عليه تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإن البحث في مسائل الإيمان، والتي هي مسائل الأسماء والأحكام من أهم مسائل الدين ومن نعمة الله عليَّ أن سخر لي الكتابة في هذا الموضوع لما له من أهمية وفائدة علمية دينية تتعلق بالعقيدة نحتاج إلى بيانها وتجليتها، لا سيما في هذا الزمان الذي راجت فيه سوق الأهواء والبدع، وتنوعت الانحرافات في العقيدة وخصوصاً باب الإيمان، وتجدد ظهور المرجئة والوعيدية في صور شتى وقدر إشارةُ العلماء إلى أهمية تحقيق الإيمان والبحث في أهم مسائله وما حصل لبعض أهل السنة والجماعة من خطأ في بعض مسائله.
منهج البحث وخطتُهُ:
اعتمدت خُطّةً مضيت عليها لكتابة هذا الموضوع جرياً على عادة البحوث العلمية.
وكانت هذه الخطة على النحو التالي:
مقدمة= وذكرت فيها سبب اختيار الموضوع والمنهج الذي سرت فيه. بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسوله الأمين.
ثم تمهيد= ويشمل عدة أمور:
أولاً: منهج السلف في العقيدة وخاصة الإيمان والأسماء والصفات.
ثانياً: نبذة عن نشأة وتاريخ الخوارج.
ثالثاً: نبذة عن نشأة المعتزلة.
رابعاً: نبذة عن نشأة المرجئة، والطوائف التي صاحبت نشأة كل فرقة من هذه الفرق.