فهرس الكتاب
الصفحة 87 من 94

وإذا اعتقد العبد بأن الإيمان يزيد وينقص، فإنه سيحرص على عمل الطاعات، والمسارعة إليها، والإكثار منها ليزيد إيمانه ويكمل ويرفعه ذلك يوم القيامة ويجعله في المنازل العليا في الجنة والنعيم.

وسيحرص على مجانبة المعاصي التي تؤديه إلى العقاب والعذاب في الدنيا والآخرة، إضافة إلى تأخرّه عن الدرجات العليا من الجنة هذه بعض آثار الإيمان على الفرد عند أهل السنة والجماعة.

ثانياً: الأثر في حياة المجتمع:

ـ لا شك أنه إذا صلح الفرد المسلم صلح بذلك المجتمع؛ لأن المجتمع إنما هو مكون من أفراد.

انظر إلى حال الصحابة عندما صلحوا في أنفسهم، فتأمل كيف أصلحوا الأرض جميعها، كيف وسعوا الناس بأخلاقهم بعد أن كانوا أجفى الناس! كيف شملوهم بالعطف عليهم ورغبة في إنقاذهم من جاهليتهم بعد أن كانوا أقسى بني آدم.

فتحوا البلاد الكافرة بقلوبهم قبل سيوفهم، وبحسن معاملتهم قبل دعوتهم.

إليك عهد الرسول، هذا العهد الذي اجتمعت فيه دواعي الفضيلة واندثرت معالم الرذيلة، وما ذلك إلا بأثر الإيمان على قلوبهم ففي مجتمع المدينة بعد الهجرة لم يثبت أن الرسول، أقام الحد إلا على خمسة، أعني حد الرجم والجلد من الزنى، وهم قوم حديثوا عهد بجاهلية خاصة وأن هذه الأمور كانت عندهم مباحةً ولأمثلة في سردها تطول العبارة.

ـ إذا اعتقد الأفراد بزيادة الإيمان ونقصانه كيف ستجدهم عندئذٍ؟ سنجدهم متسابقين إلى رحمة الله ومغفرته سيكون المجتمع عندئذ ميدان حافل بهذه المسابقات والتنافسات في الفضائل الإيمانية. {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21] . كل ذلك طلباً لثواب الله ومرضاته والدار الآخرة.

ـ إن صلاح المجتمع إنما يرتكز على العقيدة الإيمانية، وتأثيرها على المجتمع المسلم في عقائد أهله وأقوالهم وأعمالهم، ومن ثم أحوالهم وسلوكهم وبه نعرف أن الإيمان سياج منيع عن الشرور والرذائل، بل ودافع إلى العاليات والكمائل. ورحمة على أهله وعلى الناس أجمعين، بل وعلى البهائم والحيوان والجماد في الأرض والسماء والله تعالى يقول عن نبيه،: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام