وعلى كل حال فإن الاحتمالات متطرقة للرواية التي توقف فيها مالك عن القول بنقصان الإيمان، وهي رواية محمد بن القاسم.
كيف وقد روى جمهور أصحابه روايات أخرى صرح فيها الإمام مالك بزيادة الإيمان ونقصانه، كما في رواية عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وعبد الله بن وهب، ومعمر بن عيسى، وعبد الله بن نافع [1] .
فعلى هذه الروايات الكثيرة عنه العمل، وهي موافقه لما يرد على الأولى من الاحتمال والتأويل؛ لما فيها من ثبوت النقصان في الإيمان عنه رحمه الله.
قال شيخ الإسلام في الأوسط: (( ... وهذه إحدى الروايتين عن مالك، والرواية الأخرى عنه، وهو المشهور عند أصحابه، كقول سائرهم(يعني الأئمة) : أنه يزيد وينقص ))اهـ [2] .
فالقول الراجح والقول الحق هو القول الثاني وقول أهل السنة ومن وافقهم [3] .
أولاً: الأقوال في المسألة ومآخذها:
-قول جمهور الأشاعرة والكلابية ومن وافقهم:
حيث يقولون إن الاستثناء واجب، فيجب على العبد أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله، حتى صار بعضهم يقول ذلك في سائر الأعمال الصالحة مثل صمت إن شاء الله وتصدقت إن شاء الله.
-الأدلة على قولهم:
(1) انظر هذه الروايات في التمهيد لابن عبد البر (9/ 252) ، ومسائل الإمام أحمد لأبي داود (113) ، والسنة لعبد الله بن أحمد (87) ، والشريعة للآجري (118) ،وشرح أصول السنة للالكائي 5/ 957، وشرح مسلم للنووي (1/ 146 - 147) .
(2) في الإيمان الأوسط ضمن الفتاوى (7/ 506) .
(3) ولمزيد من ذكر الأدلة من الكتاب ومن السنة ومن الآثار السلفية، انظر مسألة الإيمان= لعلي الشبل 38 - 49.