فتأمل ما يحدث لو اعتقد كل واحد هذه العقيدة!!!
بل ويتخذ العصاة والمنحرفون هذا أصلاً في تفريطهم في حق الله، واستهانتهم في معصيته، ووقوعهم في الذنوبو ومن ثم تهاونهم في الفرائض والواجبات.
فلا يبق الدين إلا دعوى يدعونها بألسنتهم، ويخالفونها في عقائدهم، وأعمالهم، وتتعطل معها شعائر الإسلام كالفرائض الخمس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله ... الخ.
ستموت السنن وتترك الشرائع ولا يبق من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، ولا من المسلمين إلا تاريخهم. ومحصلة ذلك ما ذكرناه من أثر أقوال الخوارج أن تعيش الأمة من غير رادع وموجه من دين أو قرآن على اعتبار أن الأعمال لا تأثير لها على حقيقة الإيمان فتكون الجاهلية العمياء، خوف وقتل وظلم وكذب .... ولا حاجة بنا إلى تكرار الكلام مرة أخرى. إذ أن ما يلزم من أقوال الخوارج هو في النهاية ما يكون من آثار المرجئة.
أولاً: الأثر في حياة الفرد:
إذا عرف الفرد أن الأعمال داخلة في الإيمان كان حريصاً على أن يأتي بما يمكنه من التكاليف الشرعية رغبة منه في تكميل إيمانه، وتشوّقاً إلى زيادة إيمانه ليبلغ بها منازل الصالحين يوم القيامة.
وإذا وقع المسلم في الذنب فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن ذنبه هذا معصية أو فسق لا يزول إلا بالتوبة، وأيضاً لا يخرجه عن الإسلام، فتكون أمامه فرصة للتوبة من الذنب ومن الاستغفار منه إضافةً إلى ما يكون في نفسه، وإذا علم أن فيه نقصاً عن بقية المسلمين فلا تُقبل شهادته تجده يسعى إلى أن لا يقع في معاصي أو كبائر تنزله هذه المنازل من الإهانة واستحقار أو التهمة وغيرها.
ـ وإذا علم أنه يوم القيامة تحت المشيئة، مع اعتقاده تحقق"الوعيد المجمل"فإنه يسعى إلى المُبادرة إلى الأعمال الصالحة لتعمَّه مشيئة الله سبحانه، لأن مشيئة الله تعالى تكون أولاً لأوليائه من المؤمنين، وفي العفو عنهم خاصة إذا لم يكونوا مُصرّين.