فهرس الكتاب
الصفحة 37 من 94

قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] .

وقال: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} [المرسلات: 23] ، ولحديث جبريل وفيه: (( أن تؤمن بالله بالقدر خيره وشره ) )، وفي رواية: (( تؤمن بالقدر كله ) ) [1] .

وعن أبي هريرة¢ قال: قال رسول الله،: (( احتج آدم وموسى فقال موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة. قال له آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟!! فحجّ آدم موسى، فحجّ آدم موسى ) ) [2] .

ثانياً: مذهب السلف في الإيمان:

مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان هو:

تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالجوارح والأركان. قال الشافعي محمد بن إدريس رحمه الله: (( وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ومن أدركنا يقولون إن الإيمان قول وعمل ونية، لا تجزئ واحدة من الثلاثة إلا بالأخرى ) ).اهـ [3]

وقال القحطاني في نونيته [4] :

إيماننا بالله بين ثلاثة ... عمل وقول واعتقاد جنان

والدليل على أن من الإيمان تصديق القلب: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ} [المائدة: 41] .

(1) رواه مسلم 1/ 40 كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ...

(2) رواه بالبخاري 6/ 2439 كتاب القدر، باب تحاجّ آدم وموسى عند الله. ورواه مسلم 4/ 2042 كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام.

(3) انظر النقل عنه في"شرح النونية"2/ 139، و"مجموع الفتاوى"7/ 170 - 171.

(4) لعله أبو محمد عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني المالكي كان فقيهاً حافظاً للتاريخ، وكان من أفضل الناس ومن ثقاتهم. قال السمعاني: كان فقيهاً رحل في طلب العلم إلى المشرق والمغرب. وقال الحاكم في"تاريخ نيسابور"وقد اجتمعنا في همدان مات سنة 387 ه. انظر"مقدمة تعليق نونية القحطاني 827."

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام