وعن أبي سعيد الخدري¢ قال قال رسول الله،: (( يدخل الله أهل الجنة الجنة ويدخل أهل النار النار ثم يقول: انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه ... ) )الحديث. متفق عليه [1] .

والدليل على أن من الإيمان الإقرار بالله: قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136] .

ولحديث: (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ... ) )الحديث.

ولأن النبي، لبث يدعوا في مكة ثلاث عشرة سنة إلى قول كلمة التوحيد والعمل بها.

والدليل على أن من الإيمان عمل الأركان: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً} [الكهف: 107] .

وعن أبي هريرة¢ أن رسول الله، قال: (( الإيمان بضع وسبعون ـ أو بضع وستون شعبة فأفضلها أعلاها ـ قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) ) [2] متفق عليه.

وقد صنفت في تعداد هذه الشعب عدة مصنفات [3] . رحم الله علماء المسلمين.

المبحث الثاني: أقوال الناس في تعريف الإيمان:

اختلفت آراء الناس في تعريف الإيمان أو مسمى الإيمان إلى أقوال، خلاصتها:

1 قول جمهور أهل السنة والجماعة أنه اعتقاد وقول وعمل [4] .

(1) حديث الشفاعة رواه البخاري 6/ 727، كتاب التوحيد، باب كلام الرب يوم القيامة مع أنبيائه. ورواه مسلم 1/ 183، 172، كتاب الإيمان، باب أوى أهل الجنة منزلة فيها.

(2) أخرجه البخاري 1/ 13، كتاب الإيمان، باب أمور الإيمان. ومسلم 1/ 63، كتاب الإيمان، باب عدد شعب الإيمان.

(3) "كالمنهاج في شعب الإيمان"لأبي عبد الله الحسن الحليمي ت 403 ه، و"الجامع لشعب الإيمان"لتلميذه أبي بكر أحمد البيهقي ت 485 ه، وقد اختصره أبو المعالي القزويني (699 ه) وغيره.

(4) نقل ابن عيسى في"توضيح الكافية الشافية"نقولاً عن الصحابة والتابعين وأئمة أهل السنة على قولهم، ونقل عمن نقل إجماعهم على ذلك 2/ 139 وما بعدها.