فهرس الكتاب
الصفحة 7 من 94

كان الرعيل الأول من الصحابة في زمن النبي، ينهلون من ينابيع النبوة، ويتعلمون في المدرسة النبوية ويتلقون الدين والتنزيل غضاً ترياً ليست فيه شائبة ففهموه الفهم الصحيح، وما أشكل عليهم سألوا عنه النبي.

ومع ذلك كانوا يعملون بما يعلمونه من الأوامر والنواهي فتعلموا القرآن وعملوا به فأدركوا العلم والعمل، كما ثبت ذلك في الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

فخلصت بذلك سرائرهم، واستقامت على ذلك نفوسهم، فطُهرت من المعاصي جوارحهم وكملت قلوبهم وعقائدهم، وما هذا إلا بسبب تبليغ النبي، لهذا الدين أحسن التبليغ وإيضاحه الحجة وإقامته للمحجة، فتركهم، على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

فمات، وهم من أكمل الناس إيماناً وعلماً وتقاً وورعاً أمورهم متفقة وجماعتهم واحدة. فكانوا على ذلك في عهد الشيخين وصدر من خلافة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنهم.

ثم أتت الفتن متلاحقة كقطع الليل المظلم، فقتل فيها عثمان، وبدأت البدعة تظهر على الساحة.

وما كان علي بن أبي طالب أحسن خطاً من سابقه فأشغلته الفتن رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

فظهرت بدعة الخوارج وهي أول بدعةٍ ظهرت في الإسلام وتبعها بدعة الرفض والتشيع. وكان ذلك من إحداث اليهودي عبد الله بن سبأ الصنعاني رأس الفتنة وموقدها لعنه الله ولعن أتباعه وأعوانه ومؤيّديه.

فلما نشأ مذهب الخوارج وقع الكلام في باب الإيمان وأثر الذنوب حتى افترق الناس بسبب قولهم وظهرت المرجئة والمعتزلة وهكذا توالت الطوائف المبتدعة كل بدعة وليدةُ البدعة كسابقتها، حتى انتشرت البدع والأقوال الباطلة في العالم الإسلامي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام