فهرس الكتاب
الصفحة 6 من 94

المبحث الثاني: في أثر مفهوم الإيمان على وفق مذهب السلف في:

أولاً: الحياة الفردية.

ثانياً: الحياة الاجتماعية.

ثم ختمت البحث بذكر قائمة ما ذكرته في البحث، أتيت فيها على ما قررته من التمهيد إلى الباب الخامس جاعله مختصراً جداً مشيراً على عقيدة أهل السنة والجماعة الرأي الراجح في المسائل التي مررت عليها.

وبعد: فالمرغوب إلى من يقف على هذا البحث أن يعذر صاحبه، حيث علَّقه في ضيق من الوقت، وانشغال في الخاطر، مع بضاعته المُزجاة، وها هو قد نصب نفسه هدفاً لسهام الراشقين، وغرضاً لأسِنَّة الطَّاعنين، فلقاريه غُنمه، وعلى مُعلقِه غُرمه، والله يغفر له ذلك.

وهذه بضاعته تُعرض عليك، ومولَّتيهُ تُهدى إليك، فإن صادفت كفؤاً كريماً لها، فلن تعدم منه إمساكاً بمعروف، أو تسريحاً بإحسان، وإن صادفت غيره فالله تعالى المستعان، وعليه والتكلان.

وقد رضي من مهرها بدعوةٍ خالصةٍ في ظهر غيب، إن وافقت قبولاً واستحساناً، وبرد جميل إن كان حظُّها احتقاراً واستهجاناَ.

والمنصف يهب خطأُ المخطئ لإصابته، وسيئاته لحسناته، فهذه سنة الله في عباده جزاءً وثواباً.

ومن ذا الذي يكون قوله كله سديداً، وعمله كله صواباَ، وهل ذلك إلا المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، ونطقه وحيٌ يُوحى، فما صح عنه فهو نقل مُصَدَّقٌ عن قائل معصوم، وما جاء عن غيره فثبوت الأمرين فيه معدوم، فإن صح النقل لم يكن القائل معصوماً، وإن لم يصح لم يكن وصوله إليه معلوماً [1] .

وما كان فيها من حق وصواب فليس من جَهدِي، وإنما بتوفيق ربي وهدايته؛ فله الحمد والثناء على ذلك.

(1) تضمين من آخر مقدمة ابن القيم"روضة المحبين"28.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام