فهرس الكتاب
الصفحة 70 من 94

المبحث الأول: زيادة الإيمان ونقصانه.

أولاً: الأقوال فيه:

1 قالت الخوارج والجهمية وطوائف المرجئة وبعض الأشاعرة [1] : إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص بل الإيمان شيء واحد.

2 ـ قال جمهور أهل السنة والجماعة والمعتزلة وبعض الأشاعرة وهو رواية عن مالك وهي الراجعة: أن الإيمان يزيد وينقص. يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي.

لكن للمعتزلة تفسير مختلف فقالوا: زيادة الإيمان ونقصانه إنما هي في تفاوت الناس في وجوب الأعمال عليهم، فمن سبق للإيمان كان أكمل إيماناً من المتأخر وكذلك من وجب عليه حكم شرعي قبل غيره كمن وجب عليه الحج كان أكمل إيماناً ممن لم يجب عليه.

3 رواية عن مالك أن الإيمان يزيد ولا ينقص.

ثانياً: أدلة كل قول:

-أدلة القول الأول: وهم الخوارج والمرجئة ...

1 ـ أنه لو كان الإيمان يزيد وينقص لكان نقصان الإيمان هو الكفر، والأصل هو الإيمان.

فالإيمان شيء واحد فمن نقص إيمانه عددناه كافراً لأنه ما نقص إلا بمعصيته. ومن فعل الطاعة إنما فعل ما أُمر به فلا يزيد إيمانه وإنما يُسمى مؤمناً.

2 ـ أن الإيمان شيء واحد وهو كل لا يتجزأ إنما نقص منه شيء إلا وزال باقيه. وإن زاد بأي شيء يزيد فالأعمال ليس لها أثر في الإيمان.

3 ـ حملهم الأحاديث والآيات التي تدل على زيادة الإيمان على أن الإيمان عَرَضٌ يتجدد في كل لحظة بتجدد أمثاله، لكنه لا يزيد ولا ينقص.

وقال بعضهم أن الزيادة في النصوص محمولة على ما يكون للمؤمن من صفاء النفس وتلذذ بحلاوة الإيمان ...

(1) هو أبو المعالي الجويني. انظر"الإرشاد"335.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام