4 حديث وفد ثقيف وفيه أنهم قالوا يا رسول الله الإيمان يزيد وينقص فقال: (( لا، الإيمان مكمل في القلب زيادته كفر ونقصانه شرك ) ) [1] .
-أدلة القول الثاني: وهو قول أهل السنة ومن وافقهم. وهي كثيرة، منها:
1 قوله تعالى: {لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] ، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} [محمد: 17] ، وقوله: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً} [المدثر: 31]
فالزيادة في هذه النصوص وغيرها إنما تكون من فعل الطاعة والتزلف إلى الله بالقربات.
2 حديث أبي هريرة ¢ قال قال رسول الله،: (( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن .... ) ). الحديث متفق عليه [2] .
فنفي الإيمان عنهم لا يقتضي خروجهم عن الإيمان؛ إذ لو كان كذلك لما أقام الشارع عليهم حدَّاً، فالحدُّ إنما هو لتكفير المؤمنين في الدنيا عن الآخرة لمعصية التي ارتكبها. والكافر لا يُكفر عنه شيء بل عقابه يكون يوم القيامة.
3 حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله، قال: (( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لُب منكن ) )قالت امرأة يا رسول الله وما نقصان العقل والدين قال: (( أما نقصان العقل فشهادة المرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين ) )متفق عليه [3] .
وكما هو معلوم نقصان الدين لا يستلزم خروجها منه وهذا بالاتفاق.
4 ـ ما ورد عن الصحابة في هذا المعنى، وهو كثير أكتفي بأمثلة منه:
(1) انظر"شرح الطحاوية"342. وقد قال عنه مخرج الطحاوية موضوع. وقد بحثت عنه فيما وقفت عليه يدي من كتب الموضوعات فلم أجده. وقد قصرت الهمة عن استكمال البحث. وقد تكلم عليه جمع من العلماء كما نقله الشارح فأنظره.
(2) رواه البخاري 2/ 875، كتاب المظالم، باب النهي بغير إذن صاحبه 2343، ومسلم 1/ 76، كتاب الإيمان، باب بيان نقص الإيمان بالمعاصي رقم 57.
(3) رواه البخاري 1/ 116، كتاب الحيض، باب ترك الحائض الصوم رقم 298، ومسلم 1/ 87، كتاب الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات رقم 79.