فهرس الكتاب
الصفحة 65 من 94

قول الطائفة الوسط أهل السنة والجماعة، فهم يقولون مرتكب الكبيرة أو الذنوب حكمه في الدنيا فاسق وتجري عليه أحكام الفسقة من نفي العدالة .... وهو في الآخرة تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له مع وجوب تحقيق الوعيد المجمل كما أوجبه الله تعالى.

-أدلتهم على قولهم:

لما تعارضت نصوص الوعد والوعيد في تصور أولئك أخذ كل منهم بجانب من الأدلة وسلك الباقي، فأما أهل السنة فجمعوا بين النصوص وأخذوا بالأدلة جميعها. وتتضح استدلالاتهم في مناقشة الأدلة.

-والقاعدة أن كل حق عند الوعيدية من الخوارج والمعتزلة فيما استدلوا به من أدلة الوحي الشريف تدل على الحق الذي عند أهل السنة والجماعة.

وكذا كل حق عند المرجئة فيما استدلوا به من أدلة الوحي فقد دلت على الحق عند أهل السنة والجماعة، حيث جمعوا بين الأدلة وفهموها الفهم الصحيح، وأنزلوها المنزلة اللائقة بها. ولم يجعلوها متعارضة متضادة، حتى حملوها على غرائب التأويل وأنواع التحريف، ومناحي الرد والإعراض. والله المستعان، وهو سبحانه ولي التوفيق.

المبحث الثاني: مناقشة الأدلة، وبيان الراجح.

وهو في مناقشة الأدلة والأجوبة عن استدلالات المخالفين وبيان القول الصائب والراجح في المسألة.

أولاً: مناقشة أدلة الوعيدية من الخوارج والمعتزلة:

1 استدلالاتهم بنصوص الوعيد، من نحو قوله تعالى: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: 7] ، وغيرها، فنقول أن الله تعالى لم يخرج صاحب الكبيرة من الدين فهو في الدنيا والآخرة من ناقصي الإيمان بسبب كبيرته، ولم يخرج عن الإيمان أصلاً.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام