فهرس الكتاب
الصفحة 8 من 94

كان الصحابة والتابعين ومن تبعهم من أهل القرون المفضلة يؤمنون بالله وتعالى حق الإيمان فعرفوا حقيقة الإيمان، وكانوا يرون أن الإيمان قول واعتقاد، وعمل يزيد وينقص، ويزول بزوال أصلٍ من أصوله. وكانوا يرون أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان وغيرها من مسائل الإيمان.

كما حكاه عنهم غير واحد كالشافعي فقد حكى إجماعهم على كون الإيمان قولاً وعملاً واعتقاداً يزيد وينقص ودخول الأعمال في الإيمان.

وعلى هذا المنهج سار أهل القرون المفضلة، وهو الذي عرف بعد ذلك بمنهج أهل السنة والجماعة في باب الإيمان وهو باقٍ فيمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين بإذن الله تعالى.

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (ت 241 هـ) :

(( أصول الدين عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله، والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء وترك المراء والجدال والخصومات في الدين.

والسنة عندنا آثار رسول الله،، والسنة تفسير القرآن وهي دلائل القرآن، وليس في السنة قياس ولا تضرب لها الأمثال ولا تُدرك بالعقول ولا الأهواء، إنما هي الاتباع وترك الهوى )) [1] .

وقال أبو بكر محمد بن الحسن الآجري (ت 360 هـ) :

(( هذه السنن كلها نؤمن بها ولا نقول فيها كيف؟ والذين نقلوا هذه السنن هم الذين نقلوا إلينا السنن في الطهارة وفي الصلاة وفي الزكاة، والصيام والحج والجهاد وسائر الأحكام من الحلال والحرام فقَبِلها العلماء منهم أحسن قبول.

ولا يرد هذه السنن إلا من يذهب مذهب المعتزلة، فمن عارض فيها أو ردها، أو قال كيف؟ فاتهموه واحذروه ... )) اهـ [2] .

وقال أبو عمر بن عبد البر (ت 463 هـ) :

(( أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات يعني صفات الله سبحانه وتعالى الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة.

(1) "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"للالكائي 1/ 156 - 157.

(2) "الشريعة"ص 281.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام