أ لو آمن قبل أن تجب عليه عبادة أو عمل من التكاليف الشرعية ومات قبل ذلك، فهو مؤمن، لأنه لم يترك عملاً قد وجب عليه، لأن الأعمال تجب بحسب حالها ووقتها كالصلاة والصيام والحج لها أوقات خاصة محدودة. أما إيمان القلب فهو على الدوام.
ب أن جنس الأعمال كثيرة، فلو آمن مثلاً وداهم العدو بلدته لكان يجب عليه أن يجاهد هذا العدو، فإن لم يفعل اعتُبر عاصياً فينقص إيمانه بحسب معصيته.
جـ ـ أيضاً لو آمن واشترط أن لا يعمل التكاليف الشرعية العملية لم يصح إيمانه، كمن آمن واشترط أن لا يزكي أو يحج أو يصلي.
8 مناقشة الدليل الثامن:
ألا وهو ادعاؤهم سقوط بعض الأعمال عن بعض الناس في أوقات محدودة كالحائض والنفساء والمريض ونحوهم. فهؤلاء في أوقاتٍ لا يصلون ولا يصومون ولا يفعلون كثيراً من الأعمال فلو كانت الأعمال من الإيمان لما عُذر مثل هؤلاء. وهذا الادعاء باطل، وسنرده إن شاء الله كالآتي:
أ قياس هذه الأعذار الشرعية على ترك الأعمال قياس باطل، لأن هؤلاء عندما لا يصلون ولا يصومون ولا يطوفون .... إنما يفعلونه ذلك امتثالاً لخطاب الشارع سبحانه وتعالى في ترك العمل فهم مع عدم امتثالهم لأمر الصلاة والصيام متمثلين لأمر الشارع بعدم الفعل.
ب ـ أنهم لم يتركوا هذه الأعمال مع وجود العذر أو عدم وجوده، بل تركوها لوقت محدد لعذر من الله سبحانه وتعالى، فتركهم العمل طاعة في هذا الوقت، كما أنه فعلهم له طاعة في الوقت الآخر.
جـ ـ أن جنس الأعمال لم تسقط عنهم، كالحائض مثلاً فهي مأمورة بطاعة زوجها، وإنكار المنكر والأمر بالمعروف على قدر الاستطاعة، وعدم أكل الربا وشرب الخمر، ونحوها من الأوامر والنواهي. ولو تركوها بدون عذر لأثّر ذلك في إيمانهم بحسب هذا الذنب.
د أننا نعذر هؤلاء كما نعذر المؤمن عند عدم إظهاره إيمانه عند السؤال خوفاً من القتل أو نحوه.
-شبهة والرد عليها: