أ أولاً من نقل دعوى الإجماع هذه، وما هو مستند الإجماع؟ ومن أين يعلم ذلك؟ وفي أي كتاب ذكر هذا؟!.
ب من هم أهل اللغة المعتد بإجماعهم؟ أهم العرب الأصليون، الذين لم يخالطوا الأعاجم، والباقون على سليقتهم؟
أم نقله لغة العرب من الأئمة: كالأصمعي وأبي عمرو والخليل الفراهيدي الذين لا ينقلون ما كان قبل الإسلام بالأسانيد، إنما بما سمعوه من عرب زمانهم تواتراً عمن قبلهم من آبائهم وأسلافهم.
وقل نقل شيخ الإسلام عن الأئمة أنهم نقلوا لفظ الإيمان فضلاً عن أن يكونوا أجمعوا على معناه.
جـ ـ أما إن عنيتم أهل اللغة المتكلمين بها من الأعراب قبل الإسلام فهؤلاء لم نشهدهم ولم نلتقي بهم ولا نقل عن أحد منهم ذلك [1] .
د ويورد شيخ الإسلام إيراد دقيق فيقول: هؤلاء لا ينقلون عن العرب أنهم قالوا كذا وكذا وإنما ينقلون الكلام المسموع عن العرب وأنه يفهم منه كذا وكذا.
وحينئذ فلو قدر أنهم نقلوا كلاماً عن العرب يفهم منه أن الإيمان هو التصديق لم يكن ذلك أبلغ من نقل المسلمين كافة للقرآن عن النبي، وإذا كان مع ذلك قد يظن بعضهم بعض المرجئة أنه أريد به معنى ولم يرده، فظن هؤلاء فيما ينقلونه عن العربي [2] اهـ.
ه على فرض قبول دعوى الإجماع وأنه نقله ناقل. فإنا نقول هذا يعتبر خبر آحاد أي نقل هذا الناقل. وأنتم ترددون النصوص الصحيحة الصريحة الثابتة عن رسول الله، الآحادية.
فكيف بهذا النقل من بشر غير معصوم يحتمل خطاءً، ووهم خطأه أكثر من صوابه وإتقانه. فرد هذا الآحاد أولى وأعقل وأحرى.
3 ـ مناقشة الدليل الثالث:
(1) انظر"الفتاوى"7/ 123.
(2) انظر"الفتاوى"7/ 123، 224، وكذلك رد هذا الدليل من ص 122 - 131.