يقول الله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [1] [الحشر: 10] .
-أصناف المرجئة: هذا والمرجئة أصناف هم:
1 ـ مرجئة الخوارج: وهم الذين أخروا الحكم على بعض الناس إلى الله سبحانه وتعالى كالحكم على القعدة عن بعض طوائفهم. وهذا الإرجاء عند بعض طوائف الخوارج.
2 ـ مرجئة الكرامية: وهم يؤخرون العمل عن الإيمان ويزعمون أن الإيمان مجرد القول فقط.
3 مرجئة الأصناف: ويسمون بمرجئة الفقهاء، ومرجئة العراق، وقالوا بأن الإيمان قول واعتقاد، فأخروا العمل عن الإيمان، ويلحق بهم الماتردية الذين زعموا أن الإيمان اعتقاد بالقلب وقالوا بأن النطق بالإيمان ركن زائد ليس بأصلي!
4 مرجئة الجبرية: ومنهم الجهمية فهم يرجؤون العمل عن الإيمان وجمهورهم يكتفي بالقول بأن الإيمان إنما هو بالمعرفة، فهم أخروا العمل والقول [2] ، والأشاعرة زعموا أن الإيمان هو تصديق القلب فقط. هؤلاء طوائف أوصلهم البعض على خمسة فرق مع اختلاف بينها [3] .
تنبيه:
خلاصة لما سبق فإنا نجد أن مذهب المرجئة في مراحله الأولى يكاد يكون ردة فعل مبتدعة، لمذهب الخوارج المبتدع، حيث كان للخوارج الظهور البارز والسطوة الفعلية والقوة والتمذهب بجماعات لها حروب وكيانات، أثَّر بردة فعل عكسية بقول الإرجاء أولاً، ثم بمذاهب المرجئة على تنوعها وتفاوتها ثانياً، والله أعلم.
-ما ورد في ذم المرجئة:
(1) ذكر عقيدة أهل السنة والجماعة في الخلاف الذي وقع بين الصحابة في الجمل وصفين بعد مقتل عثمان¢ في الفطر السليمة. وانظر الوسطى ص 471 وما بعدها كذلك"السنة"للبربهاري 28 فما بعدها،"معارج القبول"2/ 489"الواسطية"و"التدمرية"و"نونية القحطاني"و"نونية ابن القيم"وكتب الإيمان والسنة التي صنفها علماء أهل السنة والجماعة.
(2) انظر"الفرق"151 - 153،"الملل"1/ 140،"المذاهب"1/ 22 - 24،"الاعتقادات"93،"المعاملات"1/ 214،"عقيدة المسلمين"2/ 535 - 542. و"البغدادي لم يذكر مرجئة الخوارج."
(3) انظر تفاصيل قولهم في:"الملل"1/ 145 - 151،"الفرق"151 - 152،"الاعتقادات"93 - 95،"اللوامع"1/ 85 - 90.