اعتقاده في أمر علي وعثمان رضي الله عنهما وأهل صفين والجمل. قال الحافظ ابن حجر [1] :
(( المراد بالإرجاء الذي تكلم الحسن بن محمد فيه، غير الإرجاء الذي يعنيه أهل السنة المتعلق بالإيمان، وذلك أني وقفت على كتاب محمد بن الحسن المذكور، أخرجه ابن أبي عمر هو العدني ـ في كتاب الإيمان له وفي آخره قال: حدثنا إبراهيم بن عينية عن عبد الواحد بن أيمن قال كان الحسن بن محمد بن الحنفية يأمر أن أقرأ هذا الكتاب على الناس:
أما بعد: فإنا نوصيكم بتقوى الله ونحثكم على أمره إلى أن قال ونوالي أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ونجاهد فيها لأنها لم تقتتل عليها الأمة ولم تشك في أمرهما، ونرضى من بعدهما من دخل في الفتنة فلكل أمرهم إلى الله .... )) [2] .
فنحن نؤمن بأفضلية الصحابة وتصويبهم جميعاً ولا نخطئ أحداً منهم ومن أخطأ فإنما أخطأ عن اجتهاد وليس كل مجتهد مصيب وهو في الحقيقة لم يخطئ بل أصابه، وليس منهم أحد معصوم عن الأخطاء يل هم بشر.
وأن من قعد منهم عن الفتنة فقد اتبع للنصوص الآمر بالعفو وعند صوت الفتن.
ونؤمن أن الحق كان مع علي لدلالة النصوص عليه ولخبر (( تقتله أولي الطائفتين بالحق ) )أي تقتل ذي الثدية، وأن معاوية ومن معه من الصحابة قاتلوا على اجتهاد فهم مصيبون بعض الأجر،
(1) هو أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ولد في القاهرة 772 ه ومات فيها 852، أديب شاعر محدث حافظ فقيه مؤرخ أية في العلم صنف المصنفات العظيمة، أكثر مخطوطا زادت على 150 مصنف كالفتح، والإجابة، والدرر الكامنة، وكتب الرجال المدونة والمصطلح، رحل إلى الحجاز. من تلامذته ال قال عنه:"انتشرت تصانيفه في حياته وشاهدتها الملوك وكتبها الأكابر". انظر"الأعلام"1/ 178،"معجم المؤلفين 2/ 20، مقدمة"تغليق التغليق"مقدمة المحقق."
(2) انظر"تهذيب التهذيب"2/ 320 - 322.