فهرس الكتاب
الصفحة 25 من 94

1 أن الفاسق من أمة محمد، ليس بمؤمن ولا كفر بل هو في منزلة بين المنزلتين، وهذا سبب اعتزالهم كما تقدم، كما أنها أول مبتدعاتهم.

فهذا هو حكمه في الدنيا إذا لم يتب أما في الآخرة فهم يوافقون الخوارج في كونه خالداً مخلداً في نار جهنم ولهذا قيل عن المعتزلة أنهم (( مخانيث الخوارج ) ) [1] . وسموا ذلك في عقيدتهم المنزلة بين المنزلتين.

2 ـ نفيهم الصفات الأزلية لله عز وجل كالسمع والبصر والعلم وغيرها تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

ونفيهم رؤية الله سبحانه وتعالى في الآخرة بالأبصار.

واتفاقهم على أن القرآن ليس كلام الله، بل هو محدث مخلوق.

وهذه العقائد تسمى عندهم بالتوحيد كما قعَّده المتأخرون منهم. وكلها تتعلق بنفي الصفات اللائقة بالله عنه سبحانه!

3 اعتقادهم بأن الله سبحانه وتعالى غير خالق لأفعال الناس وأنه لم يردها سبحانه، بل العبد يخلق فعل نفسه أي أنه سبحانه لم يشأ ما نهى عنه ولم يأمر به.

ومنهم من غلا في ذلك وقال إن الله لا يعلم فعل العبد إلا بعد وقوعه. تعالى الله عن قولهم، ولهذا سموا بالقدرية ويعرف هذا عن المتأخرين بالعدل.

4 ـ قالوا بوجوب الخروج على الإمام الجائر حتى يعترف بظلمه وجوره ويتوب، وفيه قالوا بأن أهل الجمل وصفين فسقة بجملتهم لا تقبل شهادتهم جملة. فلوا أتى شاهدان أحدهما من أصحاب علي والآخر من أصحاب معاوية فإن شهادتهما ترد جميعاً لأننا لا نعرف من الفاسق منهما. وهذه العقيدة تسمى عند متأخريهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

5 ـ تخليد صاحب الذنب في الآخرة بالنار، إذا لم يتب منه في الدنيا، وهو الأصل من أصولهم الخمسة الذي اصطلحوا عليه (( بإنفاذ الوعيد ) ).

هذه جملة العقائد التي عرفوا بها وتميزوا بها عند باقي الطوائف [2] ، وهي محل اتفاق بينهم، وربما سميت بالأصول الخمسة.

(1) انظر الفرق بين الفرق 82.

(2) انظر هذه العقائد في:"الملل"1/ 50 - 57،"الفرق"78 - 81،"المقالات"1/ 235 - 249،"التنبيه"41 - 47،"الاعتقادات"38 - 49،"اللوامع"1/ 76،"تاريخ المذاهب"1/ 126 - 129،"مقدمة محقق أصول"اللالكائي 1/ 28 - 32،"المعتزلة بين القديم والحديث"47 - 81، و"الأصول الخمسة وشرحها"للقاضي عبد الجبار الهمداني المعتزلي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام