فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ - وَهُوَ قِدْحُهُ - فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، َيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ )) قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ،، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ، الَّذِي نَعَتَهُ.
قال فنزلت فيه ـ أي في ذي الخويصرة قوله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: 58] [1] .
وقال أبو بكر الآجري [2] :
(( وأول قرن طلع منهم على عهد رسول الله، هو رجل طعن على النبي، وهو يقسم الغنائم بالجِعَّرنة، فقال: اعدل يا محمد فما أراك تعدل. فقال النبي،: (( ويلك ومن يعدل إذا لم أكن أعدل ) ). فأراد عمر أن يضرب عنقه الحديث. ثم إنهم بعد ذلك خرجوا من بلدان شتى واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى قدموا المدينة، فقتلوا عثمان بن عفان¢
وقد اجتهد أصحاب رسول الله، ممن كان في المدينة في أن لا يقتل عثمان فما أطاقوا ذلك.
قال: ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب¢ ولم يرضوا بحكمه. وأظهروا قولهم وقالوا: لا حكم إلا لله. فقال علي¢: (( كلمة حق أرادوا بها الباطل ) ). فقاتلهم علي¢ فأكرمه الله عز وجل بقتلهم، وأخبر عن النبي، بفضل من قتلهم أو قتلوه، وقاتل معه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، فصار سيف علي بن أبي طالب والخوارج سيف حق إلى أن تقوم الساعة ... )) اهـ [3] .
(1) رواه البخاري 6/ 2540 كتاب استتابة المرتدين، باب من ترك قتال الخوارج للتألف ... رقم 6534. ورواه مسلم 2/ 744 في كتاب الزكاة، باب الخوارج وصفاتهم رقم 1064.
(2) هو محمد بن الحسن الآجري نسبة إلى آجر من قرى بغداد ـ ولد قبل سنة (330 ه) فيها وانتقل إلى بغداد و بها ثم انتقل إلى مكة وفيها توفي عام (360 ه) ، فقيه محدث عالماً له مصنفات عديدة منها:"أخلاق العلماء"،"الغرباء"ـ مخطوط ـ"فرض طلب العلم"،"التصديق بالنظر إلى الله تعالى"، وكأنه قدم في رسالة علمية وهو قطعة من كتابه الكبير الشهير"الشريعة""أخبار عمر بن عبد العزيز"وغيرها. انظر الأعلام 6/ 97.
(3) انظر الشريعة له ص 22.