• أشهر أسمائهم:
هذا وقد عرف الخوارج بأسماء عديدة أشهرها:
-المارقة: وذلك لأخبار الرسول، عنهم بأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
-المحكمة: لترديدهم عبارة لا حكم إلا لله.
-الشراة: لأنهم يزعمون أنهم باعوا أنفسهم لله عز وجل أخذا من قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 207] . وهذا ما يسمون به أنفسهم.
-الحرورية: لخروجهم من الكوفة واجتماعهم أرض في حروراء في العراق.
ويقول عدي بن حاتم الطائي في ذكر صفات وأسماء هؤلاء [1] :
نسير إذا ما كاع قومٌ وبلَّدوا برايات صدقٍ كالنسور الخوافق
إلى شر قوم من شُراةٍ تحزبوا وعادوا إله الناس رب المشارق
طُغاة عماة مارقين عن الهدى و كل يُرى قوله غير صادق
وفينا عليٌّ ذو المعالي يقودنا إليهم جهاراً بالسيوف البوارق
وقد ورد في ذمهم والتحذير من أفعالهم أحاديث كثيرة في الصحاح والمسانيد حتى إن الإمام مسلم روى أحاديثهم في صحيحه من عشرة أوجه [2] .
أذكر هنا حديثاً واحداً هو أصح ما ورد فيهم مما اتفق عليه الشيخان لعله يكون جامعاً لما نريد معرفة عن هذه الطائفة، والحكم النبوي فيهم، فعن أبي سعيد الخدري¢ قال: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا؛ أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ! فَقَالَ: (( وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ. فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ: دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ
(1) نقل هذه الأبيات عنه عبد القاهر البغدادي في الفرق ص 53.
(2) ذكره في لوامع الأنوار 1/ 86 وانظر صحيح مسلم كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفتهم 740 - 750.