فهرس الكتاب
الصفحة 29 من 42

من حقوقهم، بل ويخرج كثير من أبنائهم من هذا الدين إلى دين النصارى والوثنيين والشيوعيين، ولست في حاجة إلى الإكثار من ضرب الأمثلة فالقدس وشعب فلسطين تحت اليهود وكل الدول النصرانية يؤيدونهم وكذلك الدول الشيوعية، والنصارى يهددون السوادن بالانقسام من سنوات طويلة، والحبشة شردت المسلمين في أرتيريا، والفلبين تقتل المسلمين وتشردهم والروس يحتلون أفغانستان ويهددون باكستان، وبعض الشعوب الإسلامية يحكمها من لا يؤمن بدين الإسلام، فهل يشك عاقل مسلم في كون الجهاد في سبيل الله اليوم فرض عين على كل المسلمين؟

وإذا كان الأمر كذلك فإن كثيراً من الشباب الذي لم يجد من الأعمال مما يملأ بها أوقاته الفارغة إلا التشرد والفساد وتعاطي المحرمات كالمسكرات والمحرمات وارتكاب الفواحش وكثير من هذا الباب إذا لم يجد ما يشبع رغبته من الفساد حزم حقيبته وانطلق إلى بلدان الكفر في الشرق أو في الغرب أو إلى بعض الشعوب الإسلامية التي لا تختلف كثيراً عن بلاد الكفر في إباحة حكامها المنكرات والمعاصي التي حرمها الله ورسوله ويأباها المؤمنون فيتناول ذلك الشباب كل ما تشتهيه نفسه ويعود إلى بلاده حاملاً معه جراثيم الأخلاق الفاسدة والأمراض المعدية وقد يعود وهو يحمل هدايا من المسكرات والمخدرات لأترابه ورفقائه أو عناوين في تلك البلدان، فيجر الشاب الواحد إلى ذلك الفساد شباناً كثيرين ... وهكذا.

ولو أن أولياء الأمور حببوا إليهم الجهاد في سبيل الله وجمعوهم في معسكرات لتدريبهم وإعدادهم ثم توزيعهم على وحدات الجيوش الإسلامية ليحموا أوطانهم من غزو الأعداء والاعتداء على بلدانهم، وبعث بعضهم إلى ميادين الجهاد في سبيل الله: الجهاد القائم فعلاً في أفغانستان وغيرها لينالوا شرف الشهادة أو النصر على الأعداء فإذا عادوا إلى أوطانهم عادوا وهم رجال يحبون الخير ويبغضون الشر يدعون زملاءهم وأترابهم إلى بذل المال النفس في سبيل الله بدلاً من أن يعودوا وأدمغتهم قد ملئت بالسكر والتخدير وقد يكتشف شرهم فتملأ بهم الشجون وترمل نساؤهم ويتبعهم في التشرد أبناؤهم.

إن الجهاد في سبيل الله من أعظم الوسائل التي تقرب الشباب من الوقوع في تعاطي المسكرات والمخدرات والتدخين وغيرها من المنكرات، ولا يمكن أبداً أن يحل محله شيء من المشاغل الأخرى، كالنوادي الرياضية ونحوها، لأن الجهاد في سبيل الله يربط الشاب بربه وبالحياة الأبدية التي ينتظرها لو استشهد في سبيل الله، بخلاف غيره من الأعمال التي لا هدف لها إلا تحريك البدن.

وإذا كان ولاة الأمور في الشعوب الإسلامية وكذلك المجتمعات الإسلامية تريد الخير والسعادة لشبابها وتريد صرفهم عن المنكر والفساد فعليهم أن يصرفوا هذا الشباب إلى ميادين الجهاد في سبيل الله [وللمؤلف كتاب كبير في الجهاد بعنوان: الجهاد في سبيل الله حقيقته وغايته، وهو مطبوع في مجلدين] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام