فهرس الكتاب
الصفحة 34 من 220

?قال القرطبي رحمه الله:

اختلف في المقام المحمود على أربعة أقوال:

[الأول] وهو أصحها- الشفاعة للناس يوم القيامة

قاله حذيفة بن اليمان. وفي صحيح البخاري عن ابن عمر قال: إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها تقول: يا فلان اشفع .. وذكر الحديث. وروى الترمذي عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم في قوله (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) سئل عنها قال (هي الشفاعة) قال: هذا حديث حسن صحيح. . إذا ثبت أن المقام المحمود هو أمر الشفاعة الذي يتدافعه الأنبياء عليهم السلام، حتى ينتهي الأمر إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع هذه الشفاعة لأهل الموقف ليعجل حسابهم ويراحوا من هول موقفهم، وهي الخاصة به صلى الله عليه وسلم ولأجل ذلك قال: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) .ا. هـ [1]

?قال البخاري رحمه الله

(بَاب قَوْله: عَسَى أَنْ يَبْعَثَك رَبُّك مَقَامًا مَحْمُودًا)

وذكر تحته: أثر ابن عمر رضي الله عنه (( إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ يَا فُلانُ اشْفَعْ يَا فُلانُ اشْفَعْ حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ

قال الحافظ ابن حجر: رَوَى النَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيح مِنْ حَدِيث حُذَيْفَة قَالَ:"يَجْتَمِع النَّاس فِي صَعِيد وَاحِد، فَأَوَّل مَدْعُوّ مُحَمَّد فَيَقُول: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْر فِي يَدَيْك، وَالشَّرّ لَيْسَ إِلَيْك، الْمَهْدِيّ مَنْ هَدَيْت عَبْدك وَابْن عَبْدَيْك، وَبِك وَإِلَيْك، وَلا مَلْجَأ وَلا مَنْجَا مِنْك إِلا إِلَيْك، تَبَارَكْت وَتَعَالَيْت"فَهَذَا قَوْله (( عَسَى أَنْ يَبْعَثك رَبّك مَقَامًا مَحْمُودًا ) )وَصَحَّحَهُ الْحَاكِم، وَلا مُنَافَاة بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَدِيث اِبْن عُمَر فِي الْبَاب لأَنَّ هَذَا الْكَلام كَأَنَّهُ مُقَدِّمَة الشَّفَاعَة. وَرَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ طَرِيق سَعِيد بْن أَبِي هِلال أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ الْمَقَام الْمَحْمُود الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّه أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُون يَوْمَ الْقِيَامَة بَيْنَ الْجَبَّار وَبَيْنَ جِبْرِيل، فَيَغْبِطُهُ لِمَقَامِهِ ذَلِكَ أَهْل الْجَمْع، وَرِجَاله ثِقَات، لَكِنَّهُ مُرْسَل وَمِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ: أَخْبَرَنِي رَجُل مِنْ أَهْل الْعِلْم أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

(1) تفسير القرطبي (10/ 307/311) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام