الشفاعة خاصة بالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا أحد يشفع في كافر أبدًا إلا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومع ذلك لم تقبل الشفاعة كاملة، وإنما هي تخفيف فقط. ا. هـ [1]
وذكر هذا النوع عدد من العلماء [2] .
وهذه الشفاعة يشاركه فيها الملائكة والنبيون والصديقون والشهداء والمؤمنون، وأحاديث الشفاعة الكبرى التي مرت فيها ذكر طرف من ذلك فلا نكررها هنا، ونذكر بعض الأدلة الأخرى:
عن عِمْرَانُ بنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ ) ) [3] .
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:(( يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ بِالشَّفَاعَةِ كَأَنَّهُمْ الثَّعَارِيرُ [4] [5] .
عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: (( قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَسَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يُخْرِجُ قَوْمًا مِنْ النَّارِ بِالشَّفَاعَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ ) ) [6] .
عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: (( كُنْتُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ تَكْذِيبًا بِالشَّفَاعَةِ، حَتَّى لَقِيتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ كُلَّ آيَةٍ ذَكَرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خُلُودُ أَهْلِ النَّارِ.
فَقَالَ: يَا طَلْقُ أَتُرَاكَ أَقْرَأَ لِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي وَأَعْلَمَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
(1) القول المفيد (1/ 427) .
(2) ابن القيم في تعليقاته على أبي داود (عون المعبود 13/ 77) ، والنووي في شرح مسلم، والحافظ في الفتح (1/ 258) ، نهاية السول (229) ، الطحاوية (233) ، القرطبي نقله عنه صاحب الطحاوية، وصاحب فتح المجيد وابن عثيمين وغيرهم.
(3) رواه البخاري في الرقاق صفة الجنة والنار (6081) ، والترمذي في صفة جهنم (2525) ، وأبو داود في السنة (4115) ،وابن ماجه في الزهد (4306) ، وأحمد في حديث عمران (19051) .
(4) الثعارير: هي صغار القثاء.
(5) رواه البخاري في الرقاق باب صفة الجنة والنار (6073) ، وأحمد في مسند جابر (14518) .
(6) رواه مسلم في الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (280) ،