فهرس الكتاب
الصفحة 161 من 220

وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَهِيَ نَائِلَة إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِك بِاَللَّهِ شَيْئًا) فَفِيهِ: دَلالَة لِمَذْهَبِ أَهْل الْحَقّ أَنَّ كُلّ مَنْ مَاتَ غَيْر مُشْرِك بِاَللَّهِ تَعَالَى لَمْ يُخَلَّد فِي النَّار وَإِنْ كَانَ مُصِرًّا عَلَى الْكَبَائِر، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ دَلائِله وَبَيَانه فِي مَوَاضِع كَثِيرَة [1] .

وعلى ذلك فالشفاعة تكون:

• من نصيب كل مسلم بإذن الله تعالى:

• عن عَوْف بْنَ مَالِكٍ الأَشْجَعِيَّ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَدْرُونَ مَا خَيَّرَنِي رَبِّيَ اللَّيْلَةَ؟

قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنَّهُ خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ.

قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِهَا.

قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( هِيَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ) ) [2] .

والشفاعة تكون:

• لمن قال هذه الكلمات الطيبات المباركة عند الآذان بإذن الله تعالى

• عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ) [3] .

(1) شرح مسلم للنووي (1/ 1055) .

(2) رواه الترمذي في صفة القيامة والرقائق (2365) ، وابن ماجه في الزهد (4308) ، وأحمد في المسند (22852) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (2/ 433) ؛ قال السندي: {قَوْله (أَتَدْرُونَ) مِثْل هَذَا السُّؤَال لِلتَّشْوِيقِ إِلَى الْجَوَاب حَتَّى يَتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِكُلِّيَّتِهِمْ (هِيَ لِكُلِّ مُسْلِم) أَيْ فَاثْبُتُوا عَلَى الإِسْلام عَلَى الدَّوَام حَتَّى تَنَالُوهَا وَالْمُرَاد بِالإِسْلامِ هُوَ هَذَا الدِّين بَلْ الإِيمَان لا مُجَرَّد إِظْهَار الأَرْكَان وَاللَّهُ أَعْلَم}

(3) رواه البخاري في الآذان باب الدعاء عند الآذان (579) ، والترمذي في الصلاة (195) ،والنسائي في الآذان (673) ، وأبو داود في الصلاة (445) ، وابن ماجه في الآذان والسنة فيه (714) ، وأحمد في مسند جابر (14289) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام