فهرس الكتاب
الصفحة 143 من 220

النوع السادس

الشفاعة في أقوام استوجبوا النار، وأمر بهم إلى النار، أن لا يدخلوها

• قَالَ اِبْن الْقَيِّم رَحِمَهُ اللَّه:

(( وَيَبْقَى نَوْعَانِ يَذْكُرهُمَا كَثِير مِنْ النَّاس.

أَحَدهمَا: فِي قَوْم اِسْتَوْجَبُوا النَّار فَيُشْفَع فِيهِمْ أَنْ لا يَدْخُلُوهَا.

وَهَذَا النَّوْع لَمْ أَقِف إِلَى الآن عَلَى حَدِيث يَدُلّ عَلَيْهِ، وَأَكْثَر الأَحَادِيث صَرِيحَة فِي أَنَّ الشَّفَاعَة فِي أَهْل التَّوْحِيد مِنْ أَرْبَاب الْكَبَائِر إِنَّمَا تَكُون بَعْد دُخُولهمْ النَّار، وَأَمَّا أَنْ يُشْفَع فِيهِمْ قَبْل الدُّخُول، فَلا يَدْخُلُونَ، فَلَمْ أَظْفَر فِيهِ بِنَصٍّ )) .ا. هـ [1]

•• وقال النووي نقلاً عن القاضي عياض:

(( الثَّالِثَة: الشَّفَاعَة لِقَوْمٍ اِسْتَوْجَبُوا النَّار فَيَشْفَع فِيهِمْ نَبِيّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى وَسَنُنَبِّهُ عَلَى مَوْضِعهَا قَرِيبًا إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى ) ).ا. هـ [2]

• وقال الحافظ ابن حجر في الفتح:

(( ويشفع في بعض المؤمنين بالخروج من النار بعد أن دخلوها، وفي بعضهم بعدم دخولها، بعد أن استوجبوا دخولها ) )ا. هـ [3]

• وقال أبو العز الحنفي رحمه الله:

قال عند ذكره لأنواع الشفاعات:

(( وفي أقوام آخرين قد أمر بهم إلى النار، أن لا يدخلونها ) )ا. هـ [4]

• وقال الشيخ مجد الدين رحمه الله:

قال عند ذكره لأنواع الشفاعات:

(( وأما الثالثة: فلقوم استوجبوا النار بقبح أعمالهم، فيشفع فيهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى لا يدخلوا النار ) )ا. هـ [5]

• وفي عون المعبود:

ذكر هذا النوع كذلك ولكنه استدل بحديث (( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) )فقال:

(( وَالتَّقْدِير الشَّفَاعَة الَّتِي أَعْطَانِيهَا اللَّه تَعَالَى وَوَعَدَنِي بِهَا لأُمَّتِي اِدَّخَرْتُها(لأَهْلِ الْكَبَائِر مِنْ أُمَّتِي) أَيْ الَّذِينَ اِسْتَوْجَبُوا النَّار بِذُنُوبِهِمْ الْكَبَائِر فَلا يَدْخُلُونَ بِهَا النَّار، وَأُخْرِج بِهَا مَنْ أَدْخَلْته كَبَائِر ذُنُوبه النَّار مِمَّنْ قَالَ لا إِلَه إِلا اللَّه مُحَمَّد رَسُول اللَّه. كَذَا فِي السِّرَاج الْمُنِير ))ا. هـ [6]

• وقال عبدالرحمن آل الشيخ:

(( شفاعته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقوم من العصاة من أمته، قد استوجبوا النار بذنوبهم، فيشفع لهم أن لا يدخلوها ) )ا. هـ [7]

• وقال ابن عثيمين رحمه الله:

(( الشفاعة فيمن استحق النار أن لا يدخلها، وهذه قد يستدل لها بقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئًا، إلا شفعهم فيه ) )رواه مسلم، فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك )) ا. هـ [8]

(1) تعليقات ابن القيم على سنن أبي داود، على حديث (شفاعتي لأهل الكبائر) كتاب السنة، باب في الشفاعة.

(2) شرح مسلم 1/ 998.

(3) فتح الباري (1/ 258) .

(4) الطحاوية (ص 232) .

(5) نهاية السول (ص 224) .

(6) عون المعبود شرح حديث (شفاعتي لأهل الكبائر) (13/ 71 - 73) .

(7) فتح المجيد (ص 207) .

(8) القول المفيد (1/ 428) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام