وقال أيضًا: الرَّابِعُ هُمْ"سَلَفُ الأُمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا"أَئِمَّةُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ مِنْ شُيُوخِ الْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ، فَإِنَّهُمْ أَثْبَتُوا وَآمَنُوا بِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ، أَثْبَتُوا أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ وَهُمْ بَائِنُونَ مِنْهُ [1] .
-قال العلامة محمد خليل هراس: فأهل السنة والجماعة يؤمنون بما أخبر به سبحانه عن نفسه من أنه مستو على عرشه بائن من خلقه، بالكيفية التي يعلمها هو جل شأنه. [2]
-قال الشيخ الألباني رحمه الله: فاعلم أن إقعاده على العرش ليس فيه إلا هذا الحديث الباطل، وأما قعوده تعالى على العرش فليس فيه حديث يصح، ولا تلازم بينه وبين الاستواء عليه كما لا يخفى [3] .
وإذا أردنا أن نذكر كلام أهل العلم في تفسير الاستواء بالعلو، وأنه تعالى بائن من خلقه، لطال الأمر ونكتفي بما سبق فإن فيه كفاية إن شاء الله، وكلام السلف مشهور ومعروف في هذه المسألة.
4 ـ قول مجاهد (يجلسه معه على كرسيه) من الأقوال الشاذة التي لا يتبع عليها
قال ابن عبد البر: مجاهد وإن كان أحد الأئمة بالتأويل فإن له قولين مهجورين عند أهل العلم:
أحدهما: هذا، والثاني: في تأويل وجوه (يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) ، قال معناه ينتظر الثواب وليس النظر [4] . ا. هـ
أقوال المفسرين
واتفاقهم على أن المقام المحمود هو (الشفاعة الكبرى)
من المعلوم أن الله تعالى أنزل القرآن العظيم، وأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يبينه للناس، وعلى هذا، إذا وجدنا حديثًا يفسر القرآن العظيم، علمنا بالضرورة أن هذا هو المراد من قول الله تعالى بلا
(1) مجموع الفتاوى 5/ 126
(2) شرح العقيدة الواسطية ص 74
(3) السلسلة الضعيفة 2/ 256
(4) فتح البيان في مقاصد القرآن ج 7/ 440