فهرس الكتاب
الصفحة 30 من 220

وترى ما نحن فيه فقم فاشفع لنا إلى ربنا، فيقول: أنا صاحبكم، قال: فيخرج يحوش الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب، فيقرع الباب فيقال: من هذا؟ فيقال محمد، فيفتح له حتى يقوم بين يدي الله فيستأذن في السجود فيؤذن له فيسجد فيفتح الله له من الثناء عليه والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لأحد من الخلائق فينادي: يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع وادع تجب، فيرفع رأسه فيقول يا رب أمتي -مرتين أو ثلاثًا- قال سلمان: فيشفع في كل من كان في قلبه مثقال حبة من حنطة من إيمان أو مثقال شعيرة من إيمان، فذلكم المقام المحمود )) [1] .

?قال الإمام الطبري رحمه الله:

وقوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} وعسى من الله واجبة

وتأويل الكلام: أقم الصلاة المفروضة يا محمد في هذه الأوقات التي أمرتك بإقامتها فيها، ومن الليل فتهجد فرضا فرضته عليك، لعل ربك يبعثك يوم القيامة مقاما تقوم فيه محمودا تحمده، وتغبط فيه.

ثم اختلف أهل التأويل في معنى ذلك المقام المحمود، فقال أكثر أهل العلم: ذلك هو المقام الذي هو يقومه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم.

-ذكر من قال ذلك:

?عن حذيفة قال:

(( يجمع الناس في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، حفاة عراة كما خلقوا قياما لا تكلم نفس إلا بإذنه، ينادى: يا محمد، فيقول:"لبيك وسعديك والخير في يديك، والشر ليس إليك، والمهدي من هديت، عبدك بين يديك، وبك وإليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، تبارك وتعاليت، سبحانك رب هذا البيت".. فهذا المقام المحمود الذي ذكره الله تعالى ) ).

(1) ذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (7763/ 1) وقال رواه ابن أبي شيبة والطبراني بإسناد صحيح، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 372) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام