قَالَ: فَقَالَ رضي الله عنه أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ ضي الله عنه: فَهَلْ سَمِعْتَ بِمَقَامِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي الَّذِي يَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيهِ؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ رضي الله عنه: فَإِنَّهُ مقَامُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الْمَحْمُودُ الَّذِي يُخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يُخْرِجُ، قَالَ: ثُمَّ نَعَتَ وَضْعَ الصِّرَاطِ وَمَرَّ النَّاسِ عَلَيْهِ، قَالَ وَأَخَافُ أَنْ لا أَكُونَ أَحْفَظُ ذَاكَ قَالَ غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ زَعَمَ أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ بَعْدَ أَنْ يَكُونُوا فِيهَا قَالَ يَعْنِي فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ عِيدَانُ السَّمَاسِمِ، قَالَ فَيَدْخُلُونَ نَهَرًا مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيسُ، فَرَجَعْنَا قُلْنَا: وَيْحَكُمْ أَتُرَوْنَ الشَّيْخَ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَجَعْنَا، فَلا وَاللَّهِ مَا خَرَجَ مِنَّا غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ )) [1]
قال النووي رحمه الله: قَوْله: (فَقُلْنَا وَيْحكُمْ؟. أَتَرَوْنَ الشَّيْخ يَكْذِب عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
يَعْنِي بِالشَّيْخِ جَابِر بْن عَبْد اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ اِسْتِفْهَام إِنْكَار وَجَحْد أَيْ: لا يُظَنّ بِهِ الْكَذِب بِلا شَكّ.
قَوْله: (فَرَجَعْنَا فَلا وَاَللَّه مَا خَرَجَ مِنَّا غَيْر رَجُل وَاحِد) مَعْنَاهُ: رَجَعْنَا مِنْ حَجّنَا وَلَمْ نَتَعَرَّض لِرَأْيِ الْخَوَارِج، بَلْ كَفَفْنَا عَنْهُ وَتُبْنَا مِنْهُ إِلا رَجُلاً مِنَّا فَإِنَّهُ لَمْ يُوَافِقنَا فِي الانْكِفَاف عَنْهُ. ا. هـ [2]
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (( عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا ) )الشفاعة [3] .
وعن سلمان رضي الله عنه قال: (( المقام المحمود: الشفاعة ) ) [4] .
وعنه رضي الله عنه قال (( يأتون محمدًا فيقولون له: يا نبي الله أنت الذي فتح الله بك وختم بك وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وجئت في هذا اليوم آمنًا،
(1) رواه مسلم 282 كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة.
(2) شرح مسلم للنووي ج 1/ 1020.
(3) فتح البر (2/ 101) .
(4) فتح البر (2/ 101) ،وقال الألباني في تحقيقه لكتاب الإيمان لابن أبي شيبة ص (12) :إسناده صحيح وهو موقوف في حكم المرفوع لأنه لا يقال من قبل الرأي، وقال في السنة لابن أبي عاصم: إسناده صحيح على شرط الشيخين (2/ 384) .