نتعرض في هذا الفصل بإذن الله تعالى لذكر الأصناف التي يأذن الله تعالى للشفعاء أن يشفعوا فيهم يوم القيامة إن شاء الله تعالى، مع ذكر الدليل على كل صنف منهم.
فالشفاعة تكون:
• لمن قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه، وحقق التوحيد الخالص لله تعالى
• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ:
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ ) ) [1] .
• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
(( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِي الشَّفَاعَةِ؟
فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ مِنْ أُمَّتِي، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا يَهُمُّنِي مِنْ انْقِصَافِهِمْ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، أَهَمُّ عِنْدِي مِنْ تَمَامِ شَفَاعَتِي، وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا، يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ )) [2] .
?قال الحافظ في الفتح:
(1) رواه البخاري في العلم باب الحرص على الحديث (97) وفي الأدب المفرد (340) ، وأحمد في مسند أبي هريرة (8503) وابن حبان (2594) .
(2) رواه أحمد في مسند أبي هريرة (7725) وقال أحمد شاكر في المسند (8/ 151) إسناده صحيح (انقصافهم على أبواب الجنة) من القصف وهو: الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام حتى يقصف بعضهم بعضًا، قال ابن الأثير:"يعني استسعادهم بدخول الجنة وأن يتم لهم ذلك أهم عندي من أبلغ أنا منزلة الشافعين المشفعين، لأن قبول شفاعته كرامة له، فوصولهم إلى مبتغاهم آثرُ عنده من نيل هذه الكرامة لفرط شفقته"ا. هـ.