وهو المقام المحمود الذي وعده به ربه عز وجل .. وقد مرت الأحاديث في ذلك في فصل ذكر أحاديث الشفاعة [1] .
فهي شفاعة لكي يأذن الله تعالى لجميع المؤمنين في دخول الجنة، والأحاديث في ذلك ثابتة أيضًا، مجمع على صحتها بلا ريب.
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ ) ) [2]
عن أنس رضي الله عنه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( أنا أول الناسِ يشفعُ في الجنة، وأنا أكثرُ الأنبياء تبعًا ) ) [3]
وقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ، لَمْ يُصَدَّقْ نَبِيٌّ مِنْ الأَنْبِيَاءِ مَا صُدِّقْتُ، وَإِنَّ مِنْ الأَنْبِيَاءِ نَبِيًّا مَا يُصَدِّقُهُ مِنْ أُمَّتِهِ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ ) ) [4]
وعنه رضي الله عنه أيضًا: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( محمد رسول الله يوم القيامة، أول من يدخل الجنة، وأول من يشفع ) ) [5] .
(1) وهذا مجمع عليه بلا خلاف عند أهل السنة، وذكره جميع من نقلنا عنه من المفسرين في بداية البحث في تفسير قوله تعالى (( عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا ) )، وابن القيم في تعليقه على سنن أبي دواد (عون المعبود 13/ 77) ، وفي نهاية السول (ص 216) ، النووي: شرح مسلم (1/ 998) ، الحافظ في الفتح (1/ 258) ، والطحاوية (ص 229) ، والقيامة الكبرى للأشقر (ص 184) ، وتحفة الأحوذي شرح حديث الوسيلة رقم (195) ، والسندي والسيوطي في شرح سنن النسائي حديث رقم (429) ، وعون المعبود شرح حديث رقم (831) ، والنقول في ذلك لا تحصر، وكما ذكرنا أنه إجماع.
(2) رواه أحمد في مسند أنس (11969) واللفظ له، ومسلم في الإيمان (291) ، والدارمي في المقدمة (51) .
(3) قال الألباني صحيح، رواه مسلم عن أنس (صحيح الجامع 1457)
(4) رواه مسلم في الإيمان واللفظ له (291) ،وأحمد في مسند أنس (11969) ، والدارمي في المقدمة (51) .
(5) رواه ابن خزيمة في التوحيد (361) ، وقال محققه إسناده حسن (2/ 619) .