فهرس الكتاب
الصفحة 8 من 220

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَ نَسْتَعِينُهُ، وَ نَسْتَغْفِرُهُ، وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) )

(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمِ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً، وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) )

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) )

إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ، هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلُّ ضَلالةٍ فِي النَّارِ، وَ (( إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ) )، وإن ما قل و كفى خير ما كثر فألهى ... . أما بعد

إن ما يميز المسلم عن غيره هو منهج التلقي لعلومه وعقيدته وتصوره وعبادته ومعاملاته وسلوكه وخلقه فمصدر العلم والحق في سائر فروع المعرفة عند المسلم هو كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، وسنة الرسول الكريم محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فلا كلام لأحد قبل كلام الله تعالى، ولا هدي لأحد قبل هدي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وهذه هي الوصية العظيمة التي أرشدنا إليها القرآن، وأمرنا بها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأوصى بها الصحابة، وعلماء الأمة قديمًا وحديثًا، فإن الدين لا يؤخذ بالرأي ولا بالنظر ولا بالهوى، وإنما يؤخذ من مصادره الأصيلة (الكتاب والسنة) ، ثم إن فهم الكتاب والسنة إنما يكون بفهم السلف الصالح وهم الصحابة رضوان الله عليهم، ومن تبعهم بإحسان.

وإنما ضل أهل البدع قديمًا وحديثًا، بسبب بعدهم عن هذا المنهج القويم في فهم أصول الدين، ومن المسائل التي ضلوا فيها بسبب تأويلهم الفاسد للقرآن الكريم، وردهم للسنة المشرفة، ولسلوكهم غير سبيل الصحابة والسلف الصالح، مسألة الشفاعة، فقد أنكرها قديمًا الخوارج والمعتزلة، وحديثًا بعض الكتاب مثل الدكتور /مصطفى محمود.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام