بِأَفْوَاهِهَا فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة حَتَّى يُقْضَى بَيْن الْعِبَاد، فَيَرَى سَبِيله إِمَّا إِلَى الْجَنَّة وَإِمَّا إِلَى النَّار"الْحَدِيث بِطُولِهِ وَفِيهِ ذِكْر الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالْبَقَر وَالْغَنَم، وَهُوَ دَالٌّ عَلَى تَعْذِيب مَنْ شَاءَ اللَّه مِنْ الْعُصَاة بِالنَّارِ حَقِيقَة زِيَادَة عَلَى كَرْب الْمَوْقِف."
وَوَرَدَ فِي سَبَب إِخْرَاج بَقِيَّة الْمُوَحِّدِينَ مِنْ النَّار مَا تَقَدَّمَ أَنَّ الْكُفَّار يَقُولُونَ لَهُمْ: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ قَوْل لا إِلَه إِلا اللَّه وَأَنْتُمْ مَعَنَا، فَيَغْضَبُ اللَّه لَهُمْ فَيُخْرِجهُمْ. وَهُوَ مِمَّا يُرَدُّ بِهِ عَلَى الْمُبْتَدِعَة الْمَذْكُورِينَ )) [1] .
ـ بيان شدة يوم القيامة وهوله، واهتمام كل امرئ بنفسه، كل يقول نفسي، نفسي حتى الأنبياء الكرام صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا، فينبغي للعاقل أن يعد من الأعمال الصالحة والتوبة والاستغفار وتحقيق كلمة التوحيد بشروطها واجتناب نواقضها، وتحقيق المتابعة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاعتقاد والقول والعمل، ما يقيه هول ذلك اليوم وشدته.
ـ بيان فضل الأمة المحمدية، وأنه ما من أمة سعدت بنبيها مثل ما تسعد هي بهذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه، فتقدم في الشفاعة وتقدم في الحساب، وتقدم في دخول الجنة، وذلك كله إنما يتحقق بشرف الانتماء إلى أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نسأل الله تعالى أن يحينا على سنته وأن يتوفنا عليها، وأن يرزقنا شفاعته.
ـ سعة رحمة الله رب العالمين تبارك وتعالى، وعظيم فضله، فهو الرحمن الرحيم الرؤوف العفو الكريم الذي يعفو عن السيئات، ويغفر الزلات، ويمحو الخطايا، وأنه جل وعلا أرحم بالإنسان من نفسه، ومن الوالدة لولدها، حتى أنه يخرج برحمته عز وجل من لم يعمل خيرًا قط، ومن لم تدركه شفاعة الشافعين من أهل التوحيد، فنسأله سبحانه أن يعاملنا برحمته في الدنيا والآخرة إنه هو الغفور الرحيم.
ـ سعة كرم الله عز وجل، حيث يعطي لأدنى أهل الجنة منزلة، حيث يعطيه مثل مُلك ملك من ملوك الدنيا وعشرة أمثاله، وفيه كذلك بيان لعظم نعيم الجنة.
(1) فتح الباري ج 11/ 537