الحرص على طلب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم
الفصل الأول
أنواع الشفاعة
نذكر في هذا الفصل بإذن الله تعالى أنواع الشفاعات التي يختص بها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم القيامة، وكذلك التي يشاركه فيها غيره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولقد وجدت أن العلماء عند ذكرهم لأنواع الشفاعات، منهم من قسمها إلى نوعين، ومنهم من قسمها إلى خمسة، ومنهم من قسمها إلى أكثر، وغير ذلك، فرأيت أن أذكر أنواع الشفاعات هنا على حسب ما صح فيه الدليل، مع ذكر من قال بهذا النوع من العلماء.
النوع الأول: الشفاعة الكبرى
وهو أولها وأعمها: شفاعة الموقف التي اختص بها سيد المرسلين، وخاتم النبيين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة دائمة إلى يوم الدين، وهو تخليص الناس من الكرب في انتظار الفصل إلى القضاء، وتعجيل الحساب والتمييز بين فريقي الجنة والنار، ويدخل فيها آدم ومن ولد، بل جميع الخلائق وسكان الأرض، حسب ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة المجمع على صحتها، وعدالة نقلها وتواترها،