2 ـ صنف خبيث شقي محروم من شفاعته صلى الله عليه وسلم، لا تناله شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم دون الخلق، وأي شقاء بعد ذلك .. نعوذ بالله من حالهم.
اللعانون لا يكونون شفعاء يوم القيامة
• عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِأَنْجَادٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنْ اللَّيْلِ، فَدَعَا خَادِمَهُ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَلَعَنَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ لَعَنْتَ خَادِمَكَ حِينَ دَعَوْتَهُ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( لا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ) [1] .
• وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
(( إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ) [2] .
قال النووي رحمه الله:
قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّهُمْ لا يَكُونُونَ شُفَعَاء وَلا شُهَدَاء)
فَمَعْنَاهُ لا يَشْفَعُونَ يَوْم الْقِيَامَة حِين يُشَفَّع الْمُؤْمِنُونَ فِي إِخْوَانهمْ الَّذِينَ اِسْتَوْجَبُوا النَّار.
(وَلا شُهَدَاء) فِيهِ ثَلاثَة أَقْوَال:
ـ أَصَحّهَا وَأَشْهَرهَا لا يَكُونُونَ شُهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة عَلَى الأُمَم بِتَبْلِيغِ رُسُلهمْ إِلَيْهِمْ الرِّسَالات.
ـ وَالثَّانِي لا يَكُونُونَ شُهَدَاء فِي الدُّنْيَا أَيْ لا تُقْبَل شَهَادَتهمْ لِفِسْقِهِمْ.
ـ وَالثَّالِث لا يُرْزَقُونَ الشَّهَادَة وَهِيَ الْقَتْل فِي سَبِيل اللَّه.
وَإِنَّمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَنْبَغِي لِصِدِّيقٍ أَنْ يَكُون لَعَّانًا، وَلا يَكُون اللَّعَّانُونَ شُفَعَاء بِصِيغَةِ التَّكْثِير، وَلَمْ يَقُلْ: لاعِنًا وَاللاعِنُونَ لأَنَّ هَذَا الذَّمّ فِي الْحَدِيث إِنَّمَا هُوَ لِمَنْ كَثُرَ مِنْهُ اللَّعْن، لا لِمَرَّةٍ وَنَحْوهَا، وَلأَنَّهُ يَخْرُج مِنْهُ أَيْضًا اللَّعْن الْمُبَاح، وَهُوَ الَّذِي وَرَدَ الشَّرْع بِهِ، وَهُوَ لَعْنَة اللَّه عَلَى
(1) رواه مسلم في البر والصلة باب النهي عن لعن الدواب وغيرها (4702) ، وأبو داود في الأدب (4261) ، وأحمد في المسند (26253) .
(2) رواه مسلم في البر والصلة باب النهي عن لعن الدواب وغيرها (4703) .