(( الناظر في هذه الأحاديث(أحاديث الشفاعة) يجد أن المؤمنين يرغبون إلى الأنبياء كي يخلصوهم من الموقف العظيم، إلا أننا نجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما يشفع إنما يشفع في أمته )) [1]
أجاب العلماء عن الإشكال السابق بعدة أجوبة نذكرها فيما يلي:
1 ـ قال أبو العز الحنفي رحمه الله:
(( . . . وكان مقصود السلف في الاقتصار على هذا المقدار من الحديث هو الرد على الخوارج، ومن تابعهم من المعتزلة، الذين أنكروا خروج أحد من النار بعد دخولها، فيذكرون هذا القدر من الحديث الذي فيه النص الصريح في الرد عليهم فيما ذهبوا إليه من البدعة المخالفة للأحاديث ) ) [2] .
2 ـ أن القدر الناقص من هذا الحديث قد وقع في حديث حذيفة رضي الله عنه عند مسلم، وبالجمع بينهما يزول الإشكال، ونص الحديث هو:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنهما قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( يَجْمَعُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى النَّاسَ فَيَقُومُ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى تُزْلَفَ لَهُمْ الْجَنَّةُ، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ يَا أَبَانَا اسْتَفْتِحْ لَنَا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ وَهَلْ أَخْرَجَكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ إِلا خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ آدَمَ لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ اذْهَبُوا إِلَى ابْنِي إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، قَالَ فَيَقُولُ: إِبْرَاهِيمُ لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ إِنَّمَا كُنْتُ خَلِيلاً مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ، اعْمِدُوا إِلَى مُوسَى عليه السلام الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ تَكْلِيمًا فَيَأْتُونَ مُوسَى عليه السلام فَيَقُولُ لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى كَلِمَةِ اللَّهِ وَرُوحِهِ فَيَقُولُ عِيسَى عليه السلام لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا عليه السلام فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَهُ وَتُرْسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ يَمِينًا
(1) القيامة الكبرى (ص 184) .
(2) شرح الطحاوية (ص 213) .