وكذلك الشيعة الخبثاء الذين غلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه فرفعوه لمنزلة الألوهية، ومنهم من زعم زورًا وبهتانًا أنه صاحب الرسالة، ومنهم من قال بأنه الإمام والخليفة بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وادعى له العصمة وكفرو سائر أصحاب رسول الله بما فيهم الخلفاء الذين بشرهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، وابتدعوا صلاة كل ما فيها من ألفاظ إنما هي سب ولعن لأبي بكر وعمر.
ومنهم الأحمدية التي ادعت النبوة لزعيمها ومؤسسها .. وغير ذلك من الفرق والأحزاب التي غالت في دين الله، فأدخلت فيه ما ليس منه من الشركيات والكفريات والبدع المحرمات، ومن شاء فليراجع الكتب التي اعتنت بهذا الشأن.
فعلى المرء أن يطلب النجاة لنفسه بالبعد عن الظلم وأهله (( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) ) [1] ، ويتجنب البدع والأهواء، ولو أن يعض على أصل شجرة، فالنجاة في الاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم الحق وأهله، ولا يصدنك عن الحق قلة السالكين، فإنك لك عند التمسك بالحق والصبر على الدين أجر خمسين من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما أخبر الصادق المصدوق، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( إن من ورائكم زمان صبر للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدا منكم ) ) [2] .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (( من كذب بالشفاعة فلا نصيب له فيها ) ) [3] .
فالجزاء من جنس العمل، فمن كذب بالشفاعة وزعم بطلانها، كان هو من أولى الناس بالحرمان منها، جزاءًا وفاقًا.
(1) سورة هود (113) .
(2) رواه الطبراني عن ابن مسعود وصححه الألباني في صحيح الجامع (2234) .
(3) رواه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (6/ 1182) ، والآجري في الشريعة (337) وقال الحافظ في الفتح (1/ 426) أخرجه سعيد بن منصور بسند صحيح.