فهرس الكتاب
الصفحة 175 من 220

واستبدل بها قوانين بشرية ظالمة جائرة لا تعرف للحق سبيلاً، كلها ظلم وظلمات بعضها فوق بعض ... فأي ظلم أكبر من هذا .. !!

وماذا سيقول المناوي رحمه الله لو رأى ما حل بالمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على أيدي الطواغيت من ظلم وقهر .. إن ظلم الفرد للفرد حرمه الله وعظَّم شانه، فكيف بمن يظلم أمة، بل يظلم أممًا بأسرها .. كيف بمن يتآمر على مقدسات المسلمين ودمائهم وأعراضهم وأموالهم، كيف بمن ينتهب الثروات والخيرات بينما هناك من يموت عُريًا وجوعًا ومرضًا وفقرًا ..

الملايين على الجوع تنام

وعلى القهر تنام

وعلى الصمت تنام

والملايين التي تسرق من جيب النيام

تتهاوى فوقهم

سيل بنادق

ومشانق

وقرارات اتهام

كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق

وبتوفير الطعام.

ويقول الشاعر الأستاذ: أحمد محمد الصديق

دماء المسلمين بكل أرضٍ ... تُراقُ رخيصةً وتَضيعُ هَدْرًا

وبالعصبيةِ العمياءِ تَعدُو ... ذئابٌ ما رَعتْ للهِ قَدْرَا

كأنَِ لملةِ الكفارِ طُرَّا ... على الإسلامِ حيثُ أضاءَ ثَأْرَا

وجَرَّأهُمْ علينا أنْ رَأوْنَا ... سُكُوتًا والشعوبُ تموتُ قَهرَا

أنامُ على جِراحاتي وأصحُو ... وألعقُ منْ عَذابِ الجُرْحِ جَمرَا

وأنظرُ عن يميني أو شِمَالي ... لعلي أن أرى في الأفقِ فجرًا

وأنفثُ من لظى الأحشاءِ نارًا ... وأمضُغُهَا كَطعمِ الموتِ مُرًا

وصيحاتُ الأراملِ واليتامى ... تُفَتِّتُ أَكْبُدًا وتذيبُ صخرًا

وليس لهم مغيثٌ أو معينٌ ... كأنَّ الناسَ كُلُّ الناسِ سَكْرَى

بنو صهيونَ في الأقصى تمادوا ... وعينُ الصخرةِ القعساءِ حَيرَى

تُكَتِّمُ غيظهَا حيثُ استباحوا ... حِمَى الإسراءِ غَطرسةً وكِبرَا

وما حَسَبوا لأمتنا حِسابًا ... وهل سَمِعوا سوى التنديد زجرَا؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام