ـ وعنه رضي الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (( إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ أَوْشَكْتَ أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَتِهِ فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ ) ) [1]
ـ عن أبي أمامة رضي الله عنه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله و يروحون في سخط الله ) ) [2] .
ـ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ تِسْعَةٌ فَقَالَ: إِنَّهُ سَتَكُونُ
بَعْدِي أُمَرَاءُ: مَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ )) [3] . وبمثله عن خباب بن الأرت وحذيفة رضي الله عنهما.
ـ وعن معاوية رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( تكون أمراء يقولون و لا يرد عليهم يتهافتون في النار يتبع بعضهم بعضا ) ) [4] .
قال المناوي: (يقولون) : أي ما يخالف الشرع، والظاهر أنه أراد بالقول ما يشمل الفعل.
(ولا يرد عليهم) : أي لا يستطيع أحد أن يأمرهم بمعروف ولا ينهاهم عن منكر لما يعلمون من حالهم أنه لا جواب لذلك إلا السيف.
(يتبع بعضهم بعضًا) أي كلما مات واحد فأدخل فيها ـ النار ـ يتولى آخر فيعمل عمله فيموت فيقفو أثره، وهذا من معجزاته إذ هو إخبار عن غيب وقع. ا. هـ [5]
يقول المناوي رحمه الله هذا، فماذا لو رأى عصرنا، وما ساد فيها من طغيان وظلم، وأي ظلم أكبر من حرمان الخلق من نور الرسالة ونور النبوة ونور كتاب رب العالمين، وهل حصل الشقاء والظلم والجور وساد وعم إلا لما نحيت شريعة رب الأرض والسماء، شريعة العدل والرحمة والهداية والنور،
(1) رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها باب النار يدخلها الجبارون (5100) ، وأحمد (7943) .
(2) رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع (3666) .
(3) رواه النسائي في البيعة باب ذكر الوعيد لمن أعان أميرًا على الظلم (4136) ، وأحمد في المسند (17424) ، وابن أبي عاصم في السنة (755) ، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (3/ 135) .
(4) صححه الألباني في صحيح الجامع (2990) ، وقال السيوطي رواه الطبراني
(5) فيض القدير (3/ 266) .