السيئات على هذه الحسنة، ومات مصراً على الذنوب، بخلاف من يقولها بيقين وصدق، فإنه إما أن لا يكون مصراً على سيئة أصلاً، ويكون توحيده المتضمن لصدقه ويقينه رجح حسناته.
والذين يدخلون النار ممن يقولها: إما أنهم لم يقولوها بالصدق واليقين التام المنافيين للسيئات أو لرجحانها، أو قالوها واكتسبوا بعد ذلك سيئات رجحت على حسناتهم، ثم ضعف لذلك صدقهم ويقينهم، ثم لم يقولوها بعد ذلك بصدق ويقين تام، لأن الذنوب قد أضعفت ذلك الصدق واليقين من قلوبهم، فقولها من مثل هؤلاء لا يقوي على محو السيئات فترجح سيئاتهم على حسناتهم. انتهى ملخصاً.
وقد ذكر هذا كثير من العلماء كابن القيم و ابن رجب وغيرهم، قلت: وبما قرره شيخ الإسلام تجتمع الأحاديث.
قال: وفي الحديث دليل على أنه لا يكفي في الإيمان النطق من غير اعتقاد وبالعكس، وفي تحريم النار على أهل التوحيد الكامل وفيه إن العمل لا ينفع إلا إذا كان خالصاً لوجه الله تعالى على ما شرعه على لسان رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )) [1] .
? سئلت اللجنة الدائمة:
س: هل يكفر الإنسان وعلى لسانه (( لا إله إلا الله ) )؟
ج: قد يكون الإنسان كافرًا عند الله، وهو يقول"لا إله إلا الله"، وذلك كالمنافق الذي قال"لا إله إلا الله"بلسانه، ولم يؤمن بها قلبه، كعبدالله ابن سلول وأشباهه. [2]
وبالله التوفيق، وصلي الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(1) فتح المجيد (ص 49 - 51) .
(2) فتاوى اللجنة (2/ 58) فتوى رقم (6460) .