قال ابن حجر في «إنباء الغمر» : كان حسنَ المعرفة بالفقه والعربيَّة والأصول. وقال في «الدرر الكامنة» : كان فاضلاً صاحبَ فنونٍ وافِرَ العقل. وقال ابن قُطْلُوبُغَا في «تاج التراجم» والسيوطي في «حسن المحاضرة» وابن الحنائي في «طبقات الحنفية» : علامة المتأخِّرين وخاتمة المُحقِّقين. وقال السيوطي في «بغية الوعاة» : كان علامةً فاضلاً ذا فنونٍ وافِرَ العقلِ قويَّ النفسِ عظيمَ الهيبة. ووصفه ابن تَغْري بَرْدي الأتابكي في «النجوم الزاهرة» بالعلامة إمام عصره ووحيد دهره وأعجوبة زمانه، وقال: كان واحدَ زمانه في المنقول والمعقول. ووصفه ابن إياس في «بدائع الزهور» بعظيم فقهاء الحنفيَّة العالم العلامة فريد دهره ووحيد عصره. وقال: كان إماماً فاضلاً بارعاً في العلوم وَرِعاً زاهداً صالحاً ديِّناً خيِّراً متنزِّهاً عن الدخول في المناصب الكبار، وكان ماهراً في الفقه والحديث والعربيَّة والنحو والأصول، مُشارِكاً عند المُباحثة في كل فنّ. وقال ابن العماد في «شذرات الذهب» : كان قويَّ النفس عظيمَ الهمَّة مهاباً عفيفاً، وكان حَسَنَ المعرفةِ بالفقه والعربيَّة والأصول، وكانت رسالته لا تُرَدُّ مع حُسنِ البشر والقيامِ مع مَن يَقصِدُه والإنصافِ والتواضُعِ والتلطُّفِ في المعاشرة والتنزُّه عن الدخول في المناصِبِ الكبار، وكان أربابُ المناصب على بابه قائمين بأوامره مُسرِعين إلى قضاء مآرِبِه. وقال اللكنوي في «الفوائد البهية» : لم تَرَ الأعيُنُ في وَقتِهِ مِثلَه، كان بارعاً في الحديث وعلومِهِ ذا عنايةٍ بالغةٍ باللغة والنحو والصَّرف والمعاني والبيان.
وقد أغرب الحافظُ ابنُ حجر رحمه الله تعالى في قوله في «الدرر الكامنة» : ويُقال: إنه كان يعتقد مذهب الوحدة، ذكر ذلك عنه ابن خلدون. اهـ. وليس عندنا أيُّ إشارة من كلام البابرتي أو من كلام مُترجِميه تؤيِّد هذه الدعوى، وليُحرَّر أين ذكر ذلك ابنُ خلدون.