تشتمل الرسالة على معاني، ولطائف جميلة، قد لا تكون مجتمعة في كتاب واحد، فهي تبدأ، من وقت الإحتضار قبل خروج الروح , وحين خروج الروح، وكيف يجب أن يكون العبد على حسن ظنه بالله عز وجل، وأنه قادم على رحيم، فهو أرحم من الوالدة، بولدها، وأن لا يسيئ الظن بالله، فإنه رحمان الدنيا، والآخرة، وكيفية طيب رائحة روح المؤمن، ونتن رائحة روح الكافر، إلى أن يوضع في قبره، وهل العذاب يكون على البدن، أم على الروح، أم على كليهما؟، وهل يكون لقاءٌ بين الأرواح، وهل تتزاور؟، وكيفية وصول الأعمال الصالحة إلى الميت، وهل تصل؟، وما هي الأمور التي تقتضي عذاب القبر، وما هي المنجية منه؟ وما هو الصور، وما هي عدد نفخاته؟ وهذ، وذاك، وغيره، من حياة البرزخ، تجده في ثنايا البحث، ويحتاج إلى شرح وتفصيل، في ثوب دَعويٍّ، يزيد المؤمن قربة، وإقبالاً على الله، كما يكشف النقاب عن بعض الغيبيات، التي لو علمها غير المسلمين لدخلوا في الإسلام، وسوف يبرزها البحث، ويوثقها، مما يجعل القارئ يطمئن إلى الراجح.
وصلى الله وسلم، وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
شكر وتقدير
الحمد لله الذي أحيا البرية وأوجدهم من العدم، ثم أماتهم فأقبرهم، ثم أحياهم من الرفات، وجمعهم من النخرات، ليجزي الذين أ ساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى.
اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ. وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ. وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.
وبعد:
فإني أحمد الله تعالى أولاً، على نعمه التي لا تحصى، وآلائه التي تترآ، بما فتح به علىَّ من علمٍ أنتفع به، ويَنتفع به مِن بعدي، وأحمده بما بلَّغني ما كنت أصبوا إليه، وأتمناه من إتمام هذه الرسالة المتواضعة.