فهرس الكتاب
الصفحة 313 من 346

وقال أيضاً ابن كثير رحمه الله: وقوله - صلى الله عليه وسلم: (ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلا أَصْغَى لِيتًا(__) وَرَفَعَ لِيتًا) (__)

اللِّيتُ: هو صفحة العنق، أي: أمال عنقه، ليستمعه من السماء جيداً.

فهذه نفخة الفزع، ثم بعد ذلك نفخة الصعق، وهو الموت، ثم بعد ذلك نفخة القيام لرب العالمين، وهو النشور من القبور لجميع الخلائق. (__)

قال القرطبي رحمه الله: وقيل: نفختان، ونفخة الفزع: هي نفخة الصعق، والسنة الثابتة على ما تقدم من حديث أبي هريرة، وحديث عبدالله بن عمرو، وغيرهما يدل على أنهما نفختان، لا ثلاث وهو الصحيح إن شاء الله تعالى. (__)

والراجح أنهما نفختان، كما نص على ذلك أبوعبدالله القرطبي، قال: وإنما هما نفختان يموت الخلق في الأولى منهما، ويحيون في الثانية. (__)

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وقد ثبت في صحيح مسلم، من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص، أنهما نفختان، ولفظه في أثناء حديث مرفوع (ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد، إلا أصغى ليتاً، ورفع ليتاً، ثم يرسل الله مطراً، كأنه الطل، فتنبت منه أجسادُ الناس، ثم ينفخ فيه أخرى، فإذا هم قيام ينظرون) (__) ، وفي حديث أوس بن أوس الثقفي، رفعه (إن أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه الصعقة، وفيه النفخة) (__) وفي كل ذلك دلالة على أنهما نفختان فقط. (__)

المبحث الثاني

ما يقع بعد النفخة الأولى،

ومدة مابين النفختين

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: يموت بنفخة الصعق، جميع الموجودين من أهل السموات والأرض، من الإنس والجن، والملائكة، إلا من شاء الله، فقيل: هم حملة العرش، وجبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت، وقيل: هم الشهداء، وقيل غيرُ ذلك. (__)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام