فهرس الكتاب
الصفحة 221 من 346

وخالف في ذلك آخرون، منهم عبد الحق الإشبيلى (__) ، والقرطبى، وقالوا: السؤال لهذه الأمة ولغيرها. (__)

وقد توقف ابن عبدالبر، فقال:

[ح 178]

وفي حديث زيد بن ثابت، عن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قال (إن هذه الأمة تبتلى في قبورها) .

[ح 179]

ومنهم من يرويه، (تسأل في قبورها) (__) وهذا اللفظ يحتمل أن تكون هذه الأمة خصت بذلك، وهو أمر لا يقطع عليه، والله أعلم (__)

الترجيح:

قال ابن القيمِ رحمه الله:

والظاهر والله أعلم، أن كل نبي مع أمته كذلك، و أنهم معذبون في قبورهم بعد السؤال لهم، وإقامة الحجة عليهم، كما يعذبون في الآخرة بعد السؤال، و إقامة الحجة، و الله سبحانه و تعالى أعلم. (__)

المبحث الثاني

إختلاف الناس في سؤال غير المكلفين

في القبر

إن غير المكلف مثل الطفل، والمجنون ونحوهما، لا تكلفه نصوصُ وقواعدُ وعموميات الشريعة، لا بصلاة ولا حج، ولا يقع عليه عذاب فى الدنيا، من قصاص، وحدود، ولا عذاب قبر، ولا حشر، ولا نشر، و لايعذب بين يدي الجبار سبحانه، بسؤال ولا غيره، فغير المكلفين مرفوع عنهم القلم، بل تذهب الشريعة الغراء إلى أبعد من ذلك، فتمنع قتلهم فى الجهاد، وتندد بمن تعرض لتعذيبهم أو قتلهم، عاكسة بذلك منهجاً حضارياً رائعاً، كيف لا وهو منهج السماء، من لدن حكيم عليم، بينه و بشر به أفضل الرسل، وخاتمهم صلى الله عليه وسلم، وقد ورد فى السنة مايبين ذلك ويفصله، وإن لم يكن فى عذاب القبر بخصوصه، فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، كما هو معلوم فى الأصول الفقهية.

الحديث الأول:

[ح 180]

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام