فهرس الكتاب
الصفحة 36 من 346

إن اعتقاد المسلم وإيمانه بحياة البرزخ، له أكبر الأثر في سلوكه، وفي انضباط أفعاله ومعاملاته، إذ أن هذا الإعتقاد ليولد عنده الخوف والخشية من الموقف، ومن هذا المكان، ويجعله يعمل لهذه الحياة - حياة البرزخ - التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، أنها إما روضة من رياض الجنة، , وإما حفرة من حفر النار - والعياذ بالله - فيعمل جاهداً على أن تكون هذه الحياة البرزخية بالنسبة له روضة من رياض الجنة، فيدفعه ذلك لفعل الخيرات، والتزين بالأعمال الصالحة، والإحسان للآخرين، وأن يكون مسلماً صالحاً في نفسه، ومصلحاً لغيره حتى يفوز بنعيم القبر، ويتمتع بحياة البرزخ.

وخوفه من أن يكون قبره، وحياة البرزخ حفرة من حفر النار، يجعله ذلك من الذين يقفون عند حدود الله تعالى، ولا يتجرأ على حرمات الله، ولا يقدم على معصية الله، ولا يقع في شيئ يغضب الجبار في علاه، من ظلم، أو بطش، أو غشٍ، أو شهادة زور، أو أكل حقوق الناس، وأموالهم بالباطل، أو إفساد في الأرض، أو غير ذلك، فيؤدي ذلك الإعتقاد بوجود حياة البرزخ، إلى أن يستقيم كل فرد مسلم ومسلمة على شرع الله، وعمل الصالحات، وترك المنكرات، فيعم الخير، ويسود الأمن والأمان، على مستوى الأفراد، ويتعدى ذلك إلى الجماعات، والدول، والأمم، وبصلاح الفرد، تصلح الأمم.

وهذه هي الثمرة، من اعتقاد المسلم بوجود البرزخ، وهذا هو الأثر المرجو على مستوى الفرد والجماعات والأمم.

المبحث الأول

حسن الظن بالله حال الاحتضار،

ومحبة المؤمن لقاء الله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام