فهرس الكتاب
الصفحة 279 من 346

فإذا كان ذلك مُحتمِلاً من المعاني ما وصفنا، فليس لموجِّهه إلى أنه معنىٌّ به أنه لا يَسمع ميتٌّ شيئاً بحالٍ حجةٌ، إذ كان لا خَبر بذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَحِّحه، ولا في الفعل شاهد بحقيقته، بل تأويلُ مخالفيه فى ذلك على ما ذكرنا أولى بالصِّحة، لما روينا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأخبار الواردة عنه أنهم يسمعون كلام الأحياء، على ما وردت به عنهُ الآثار. (__)

الحديث السابع:

[ح 234]

عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا مِنَّا، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: نَسِيتُ اسْمَهُ، وَلَكِنِ اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ، أَوِ ابْنُ مُعَاوِيَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِنَّ الْمَيِّتَ يَعْرِفُ مَنْ يَحْمِلُهُ، وَمَنْ يُغَسِّلُهُ، وَمَنْ يُدَلِّيهِ فِي قَبْرِهِ) ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، فَانْطَلَقَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ، فَقَالَ يَا أَبَا سَعِيدٍ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا، قَالَ: مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

التخريج:-

سبق تخريجه في المبحث الثامن (معرفة الميت بمن يغسله ويجهزه) في الفصل الأول، من الباب الأول [ح 74] ص 152

قال ابن تيمية رحمه الله: والميت قد يعرف من يزوره، ولهذا كانت السنة أن يقال: السلام عليكم أهل دارِ قوم مؤمنين، وإنا ان شاء الله بكم لا حقون، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم، والمستأخرين، والله أعلم. (__)

المبحث الثالث

انتفاع الموتى بسعي الأحياء

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام