فهرس الكتاب
الصفحة 511 من 589

الْإِجابة والقبلة، وفي الحديث:" «ما من أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن إلاَّ كان من أهل النار» " [1] والحديث في سنن ابن ماجه.

وقال تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا - يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 41 - 42] [النساء / 41، 42] .

فدلَّت هذه الآية على أن هؤلاء الكافرين من الأمة الذين يشهد عليهم صلى الله عليه وسلم.

وقال تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} [النحل: 84] [النحل / 84] .

والأمة في مقام المدح والوعد يراد بها أهل القبلة وأهل الْإِجابة، وتطلق [2] في مقام التفرُّق والذم ويراد بها غيرهم، فلكل مقام مقال.

وفي عبارته فساد تركيب وركاكة ظاهرة، فإنه قال: (فكيف ينفون عنها؟) ، وهذا يسمى إخراجًا عن الملة لا نفيًا، وأبلغ منه قوله: (وقد أثبتهم منها) . وإنَّما يقال: (أدخلهم فيها) ، لا أثبتهم منها، فتدبَّر.

إذا عرفت هذا: فاعلم أنَّ هذا المعترض يرى [3] أنَّ عُبَّاد القبور والصالحين الذين [4] أشركوا بالله ربِّ العالمين، وجعلوا

(1) بل الحديث مخرج في صحيح مسلم (153) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث سبق تخريجه، انظر ص (223) ، (494) .

(2) في (ق) و (م) :"وتلق".

(3) ساقطة من (ق) و (م) .

(4) في (ق) و (المطبوعة) :"الذي".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام