الدعوى على عمومها تتضمَّن الْإِنكار على رسل [1] الله وخلفائهم وورثتهم، الذين قاموا بجهاد أهل الشرك وقاتلوهم، وسَبَوا نساءهم وأولادهم [2] وغنموا أموالهم.
وهذه الدعوى لو أطلقها القائل الذي وضعها في أهل الْإِسلام المجاهدين على توحيد الله لكانت كفرًا صريحًا: قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} [البقرة: 193] [البقرة / 193] . وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة: 73] [التوبة / 73] .
والمعترض لم يفهم كلام أبي العباس، فوضعه في غير موضعه، وأزال بهجته، فإن الرفق والحلم يحسن [3] في محله، وحيث أمر الله بهما [4] والمعترض أحمق يظن أن العلم مع من لم يُكَفِّر المشركين، وعبَّاد القبور، ومن جعلهم من جملة أهل البدع، واحتج بكلام أهل العلم في أهل [215] البدع على أهل الشرك والتسوية [5] بين الله وبين غيره [6] في خالص حقه، فلا جرم سود الأوراق، وأكثر النقل، وشقشق في عبارته (ولبَّس في مقالته [7] وتزين بثوب ضلالته وجهالته، ولم يتحاشَ من كشف سوأته
(1) في (ق) :"رسول".
(2) في (ح) و (المطبوعة) :"أولادهم ونساءهم".
(3) ساقطة من (ق) و (م) .
(4) في (ق) و (م) :"به"وبعدها زيادة:"والغلظة والقتال كذلك يحسنان في محلهما وحيث أمر الله بهما".
(5) في (ق) و (م) :"في التسوية".
(6) في (م) :"خلقه".
(7) ما بين القوسين ساقط من (ح) .