له [1] في الحياة كذلك، وقد ذمهم الله وعابهم بقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: 58] [2] [التوبة / 58] . وهؤلاء من أهل النفاق بنص الآية والشيخ جعلهم مثلهم، فأي دليل يبقى لمبطل لو كانوا يعلمون؟ . ويقال أيضًا: قول الشيخ: (لو لم يجابوا لاضطرب إيمانهم) ، ليس فيه أنهم مؤمنون إيمانًا يمنع من الشرك، غايته أن [3] يكونوا مؤمنين برسالته ونبوته [4] الِإيمان بالرسالة والنبوة لا يكفي مع عدم الانقياد لما جاء به من التوحيد، والبراءة من الشرك، أو يراد به الإيمان بتوحيد الربوبية.
قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106] [يوسف / 106] . أثبت لهم إيمانًا [5] مع شركهم [6] . ويدل على مراد الشيخ: أنه لم يطلق الإيمان، وإنما أتى بإيمان مقيد [7] بالإضافة إليهم، وهذا يدل على نوع خاص من الإيمان وجزء
(1) ساقطة من (ق) .
(2) في (ق) و (م) :"يسخرون".
(3) في (ق) و (م) :"أنهم".
(4) في (المطبوعة) زيادة:"إيمان الجاهلين المقلدين لا إيمان الراسخين المستبصرين، وهذا".
(5) في (ق) :"الإيمان".
(6) في (المطبوعة) زيادة:"وهو بلا شك الإيمان التقليدي الكاذب". كما قال في المنافقين:"ومن الناس من يقول آمنا وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين".
(7) في (ق) و (م) :"بالإيمان مقيدًا".