المرة بعد المرة أفيستحيل مؤمن، أو عاقل، أو جاهل أن يلمز [1] أحد من المهاجرين، أو من مسلمة الفتح، أو من [2] بعدهم من المؤمنين بما سلف في مكة من الشرك بالله رب العالمين؟ فاحكم أيها السامع المنصف بيننا وبين هذا الرجل الذي يتأوَّل فينا قوله تعالى: {فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء: 78] [النساء: 78-78] .
وقد رفعت إليك الخصومة وجاء كل بحجته، عسى أن يوفق لهما [3] صاحب سنَّة، وصاحب صناعة يحكم بالحق، ويفصل النزاع، فقد طال اعتراض هؤلاء الجهلة، وتمادوا في غيهم وضلالهم، فالله المستعان.
ثم قال: (ومن ذلك الذي نحن بصدده حديث الأعمى الذي صحَّحه الترمذي وغيره من حديث عثمان بن حنيف(-رضي الله عنه- الذي علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- إياه. وفيه النداء بغيبته، ففتح الله له عينيه، فجاء إليه كأن لم يكن به بأس. وعلمه عثمان بن حنيف) [4] رجلا في خلافة عثمان، وكانت له حاجة فتيسرت حاجته، فالكل من عند الله تعالى في الحقيقة، وهو -صلى الله عليه وسلم- سبب يكرمه الله بذلك، فما ذنب صاحب البردة -رحمه الله- في قوله: يا أكرم الخلق؟ (أليس هو بأكرم الخلق) [5] على الله؟ .
ثم قال: (وروى الحاكم بإسناده عن عمر بن الخطاب -رضي الله
(1) ساقطة من (ق) .
(2) ساقطة من (ح) .
(3) في (ق) :"لها".
(4) ما بين القوسين ساقط من (ق) .
(5) ما بين القوسين ساقط من (ق) .