فهرس الكتاب
الصفحة 389 من 589

الملك لغير الله، وأكثر المفسرين يرون: أن [1] الاستثناء منقطع، كما تقدَّم ذكره عن شيخ الإسلام ابن تيمية؛ وسائر المطالب كذلك لا تطلب من الموتى، وسيأتي لهذا مزيد بحث في محله إن شاء الله تعالى. وفي الحديث:" «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث» . . ." [2] وأمَّا تخصيص المعترض هداية القلوب، وشفاء المريض؛ وإنبات النبات، وطلب الذرية ونحو ذلك. بالمنع: فهذا من جهله؛ فإن الأسباب العادية التي يستطيعها الإنسان في حياته تنقطع بموته، كما دلَّ عليه [3] الحديث، وبذلك تصير ملحقة في الحكم والشرع بما لا يستطيعه [4] في حياته كهداية القلوب، وشفاء المريض، وإنبات النبات، وطلب الذرية؛ فلا فرق بين قول الرجل للمسيح بعد رفعه: اعطني كذا وكذا من القوت ونحوه، وقوله: اهدِ قلبي، اغفر ذنبي، وقد تقدَّم أن قول النصارى: (يا والدة المسيح اشفعي لنا عند الإله [5] شرك بإجماع المسلمين؛ ولو طلب منها في حياتها أن تشفع بالدعاء والاستغفار، كما كان يفعله -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه لم يمنع من ذلك.

وأيضا: فالمعترض لم يلتزم [6] هذا، وسيأتيك له عند حكاية العتبي

(1) ساقطة من (ق) .

(2) أخرجه مسلم (1631) ، وابن ماجه بمعناه (241، 242) . الحديث.

(3) في (ح) و (المطبوعة) :"في"مكان"دلَّ عليه".

(4) في (ق) و (المطبوعة) :"يستطيع".

(5) في (ق) :"إله".

(6) في (ق) :"يلزم".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام